أقلام حرة

هو القدرة النشطة والحيوية للتفكير الحُر، المُخصَّب بمهارات التحليل والإستنتاج، وتقييم المعلومات المستحصلة من الملاحظة والتجربة وغيرها، وربطها بخيوط السببية، للوصول إلى إجراءات ذات قيمة عملية مؤثرة في تغيير الواقع.

التفكير الفعّال لم نتعلمه في المدرسة، ويجهله المعلم والمدرس، فآليات التعليم في مدارسنا تلقينية وتعطيلية للعقل، فلا يجوز إعمال العقل في أي موضوع، وعلينا بالحفظ وحسب، وأن نتبع ونستنسخ، ولا يحق لنا أن نأتي بما نراه ونتصوره ونستنتجه.

وهذا ينعكس على تفاعلاتنا ويعزز فشلنا في ميادين الحياة المتنوعة، ولا نزال بعيدين عن إكتساب مهارات التفكير الفعّال، الذي تطور في مجتمعات الدنيا المعاصرة، وتجهله مجتمعاتنا، وما ننشره يشير إلى ذلك، فكتاباتنا ميتة، وخالية من نسغ الحياة الصاعد.

وعلينا في أحوالنا المتردية في مستنقعات الغابرات، أن ننفض غبار التبعية، ونقمع توجهات تعطيل العقول، وسحق الأفكار وتقييد النظر.

ولنخضِع كل شيئ لديناميكيات التفكير الفعّال، فنتفحصه ونقيّمه ونحلله، ونبحث عن المعقولية السببية فيه، وكيف نستخلص آليات عملية ذات قدرة على بناء الحياة، بلبنات أقوى وأسس أمتن.

وعالمنا يزدحم بالحالات المتشوفة لقراءتها بأدواته،  للإنتقال بها إلى تيار الحياة الدافق بالمستجدات، وبالأمواج المتأهبة للتفاعل الخلاق.

فهل لنا أن نفكر ونحلل ونقيم ونربط ونستنتج، ونرسم خارطة كينونة حضارية متطلعة لغدٍ أفضل وأجمل؟!!

د. صادق السامرائي