أقلام حرة

صادق السامرائي: الإعتماد المتبادل!!

صادق السامرائيفي الطبيعة العديد من الكائنات متعايشة وتتبادل المنفعة، فلا تتقاتل أو تتنافس بل تتنافع، وتساهم بإدامة بقائها بتعزيز بقاء الكائنات الأخرى التي تراها ضرورية لحياتها.

وقد تكون وحيدة الخلية او متعددة الخلايا، ومن فصيلة الحشرات والحيوانات، أدركت أهمية وجود الآخر لحياتها، وإستخلصت منه ما يؤهلها للبقاء الأسلم.

وفي عالم البشر الكثير من أسباب التعايش والتآخي والوئام، لكنه ينسفها ويستثمر بالعدوان والكراهية والبغضاء وتأزيم العلاقات.

وبسبب التفاعل السلبي، تشتعل الحروب وتتأجج الصراعات ويعم الخراب والدمار، وتجتهد العقول بإبتكار أفظع الأسلحة وأدوات القتل المروعة.

وبموجب العداء المتقد في الأعماق على مَر العصور، تجدنا في حروب متعاظمة وسفك دماء لا يتوقف.

وعندما نتساءل، لماذا لا يساوي البشر في سلوكه الكائنات الأخرى الأقل منه في سلم الرقاء، نكون أمام محنة الكثرة البشرية، فالبشر إستطاع أن يقضي على العديد من الأمراض المعدية القاهرة للحياة، ووجد نفسه قد تحوّل إلى حالة مضادة لها.

وفي زمن الكثرة الفادحة، تعاون البشر بحروبه وأسلحته الفتاكة الدمار مع أوبئة جديدة تسعى لحصد الملايين، فالواقع البشري سيزداد شراسة في الخراب والإنتكاب.

وذلك ما يلوح في أفق القرن الحادي والعشرين، الذي رفع لافتات إستحالة التعايش البشري، وإن القول الفصل للعدوان، وهذا ليس تشاؤما، وإنما قراءة لعالم بلا أذهان!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم