أقلام حرة

احمد صادق: أين هيبة الدولة والكاظمي وحكومته في مرمى الإهانات اليومية؟

أين هيبة الدولة، على فرض وجود مؤسساتها، التي يؤكد الكاظمي في كل مناسبة على عزمه استعادتها من الفاسدين والفوضويين والفصائل المسلحة الخارجة عن القانون، في الوقت الذي نراه هو وحكومته في مرمى الإهانات والاتهامات والإساءات الشخصية يوميا على بعض الفضائيات العراقية وعلى منصات التواصل الاجتماعي من قبل مناصري ومؤيدي هذه الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون واحزابها (والتي من بينها حزب يدعي أنه حزب عراقي وهو ليس عراقيا وإنما هو فرع لحزب في بلد آخر والاثنان يأتمران بأوامر دولة غير العراق؟) أين هيبة الدولة والكاظمي يُهدد بالقتل على لسان كاتب (فيسبوكي،) طائفي ومتطرف ليس لطائفيته ولا لتطرفه حدود حتى أنه يهدد الكاظمي بالقتل في أحداث قد تجري في العراق كالتي جرت في (اليمن) وقُتل فيها الرئيس اليمني السابق (علي عبد الله صالح) … هذا الكاتب الطائفي والمتطرف يُستغل ويُستضاف أيضا من قبل هذه الفضائيات (العراقية) من أجل أن يكيل الشتائم والسباب والتهم للكاظمي وحكومته. هل هذه هي الحرية والديمقراطية التي جاءنا بها الاحتلال الأمريكي بعد نيسان 2003 وهل هي نفسها الحرية والديمقراطية الموجودة في أمريكا بحيث تستطيع أن تتكلم ما تشاء ضد الرئيس الأمريكي وحكومته حتى تهديده بالقتل وتفعل ما تشاء دون أن يحاسبك القانون إذا تجاوزت حدود هذه الحرية وهذه الديمقراطية؟ إن ما يهمنا هنا أولا ليس الكاظمي وما يتعرض له وحكومته من الخصوم السياسيين من تجاوزات فهو لا يختلف عن الذين تولوا رئاسة الوزارة قبله ولكنه ليس الأسوأ من بينهم، على الأقل في ظاهر أقواله وأفعاله ووعوده. ما يهمنا هنا هو هذا الفلتان والتجاوز اللاأخلاقي في توجيه الإهانات والاتهامات والتخوينات على الفضائيات وعلى منصات التواصل الاجتماعي وهذا الفلتان والتجاوز اللامسؤول في الخروج على القانون والاستخفاف بالحكومة في أفعال وتصرفات وتحديات على مستوى الاستعراضات المسلحة في الشوارع ومهاجمة المقرات الحكومية لأي إجراء قانوني تتخذه الحكومة بحق أحد الخارجين على القانون، وقصف البعثات الدبلوماسية بالصواريخ وتهديد حياة القائمين فيها باسم المقاومة وتشويه سمعة العراق في المحافل الدولية..... ما يهمنا هنا هو أن كل هذا الذي يحدث اليوم يتسبب في شد أعصاب المواطنين العراقيين ويثير فيهم الخوف والقلق وعدم الأمان وهم أصلا المتعبون نفسيا مما جرى عليهم في السنوات الماضية بعد نيسان 2003 وما يمكن أن يجري عليهم في المستقبل حتى لو اظهر البعض منهم عدم الاهتمام بما يجري. هم يرون أن الحكومة لا تتخذ الإجراءات الكافية لتطبيق القانون ومحاسبة المتسببين في هذا الفلتان والتجاوز اللاأخلاقي واللا مسؤول. وإذا كان الكاظمي يخاف ان يتحرك على هؤلاء وأولئك فما معنى قوله إنه (الشهيد الحي) بعد توليه رئاسة الوزارة، وإذا كان الآن يرقص مع الثعابين حتى يجد المزمار للسيطرة عليهم، كما قال مرة، فعليه أن يحذر من أن تباغته هذه الثعابين وهو يرقص معها وحينها يقع المحذور والمقدور....!!

 

احمد صادق - بغداد

 

 

في المثقف اليوم