أقلام حرة

صادق السامرائي: بالعلم نكون!!

صادق السامرائيالعلم طريق خلاصنا من الويلات والتداعيات والموبقات، فطاقات الأمة مهدورة في الأضاليل والخزعبلات والعبثيات.

والأجيال تتحرك في دائرة تكرارية إجترارية مفرغة، فالمفكرون "يعيدون ويصقلون"، ولا يأتون بجديد، بل يكرسون ويأسّنون الأوضاع، ويدفنونها في تراكمات عدوانية ثقيلة، تسد المخارج وتصادر روح الأمل والحياة.

ولابد من الخروج من هذه الدائرة المشحونة باليأس والإحباط، والمصفدة بالتبعية والخنوع والهوان.

أجيال الأمة أهملوا العلم ودوره في صناعة الحاضر والمستقبل، ودسّوا رؤوسهم في رمال الغابرات وأوحال الماضيات، وداست على أبدانهم سنابك العصور، وإفترستهم أفواه الطامعين بصيد سمين.

فالأمة لا يوجد فيها عيوب أعظم من عيوب غيرها  من الأمم، وعيبها الأساسي والجوهري إهمالها العلم، وعدم تعبيدها لطرقاتها بالعقول المنيرة الفاعلة، فلن ينفع الأمة غير إنشغالها بالعلم، وبالعلم تتحرر من العيوب التي تسبب بها عدم الإهتمام بالعلم.

فالأمة بأنظمة حكمها ودولها، لا تعير إهتماما للبحث العلمي، ولا تعزز دور العلماء في بناء الحاضر والمستقبل، وتطغى على وعيها الجمعي أضاليل وخرافات وتصورات بهتانية، تدعو للخراب والدمار وسفك الدماء ومعاداة العلم والعلماء.

ففي الأمة عقول ذات قدرات كبيرة ومؤثرة، ممنوعة من القيام بدورها، وتوضع أمامها المعوقات والعثرات والمصدات، التي تصل إلى حد التهديد والإختطاف والتهجير والقتل.

فالعقل العربي المنوَّر ممنوع من التفاعل مع واقعه، ومحروم من فرص التأثير في مسيرة البناء والتقدم والرقاء، لأن ذلك لا يتوافق مع مشاريع ترقيد الأمة، وإخماد أنفاس أجيالها المتطلعة لحياة أفضل.

فلا بد من التركيز على العلم والبحث العلمي، ومناهج التفكير العلمي، لكي نتخلص من الوجيع الذي ينخر وجود الأمة، فهي أمة عقل وعلم وبدون العلم لا تكون!!

و "العلم يرفع بيوتا لا عماد لها... والجهل يهدم بيوت العز والكرم"!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم