أقلام حرة

صادق السامرائي: هل أغفل العلماء العرب لغة الجسد؟!!

صادق السامرائيأرسل لي صديق كتابا رقميا عن دراسات حول لغة الجسد، ويستند مؤلفه على مراجع أجنبية، وما تناول مرجعا عربيا واحدا، فتساءلت هل أغفل العلماء العرب لغة الجسد؟

عندما نطلع على إنجازات أجدادنا العلماء ودراساتهم لكل ما يخطر وما لا يخطر على بال، يكون من المحال أنهم أغفلوا هذه الملاحظة ولم يتأملوها ويكتبوا عنها، بل ربما فعلوا ذلك ولا نزال نجهل النسبة العظمى من مخطوطاتهم.

لكن من المرجح أنهم ربما غضوا الطرف عنها لأن الشعراء أشبعوها رصدا وتحليلا وتفسيرا، فالشعر العربي القديم غني بلغة الجسد، والحركات التي تتصل بالمحبوبة، فلغة الجسد قد تناولها العرب شعراء وعلماء، وركزوا فيها على حركات المرأة، التي تدارسوها بدقة متناهية وفي جميع الحالات.

وهناك دراسات عن لغة الجسد في الشعر لكنها نادرة، فالشعراء هم السبّاقون في هذا العلم الذي خبروه وتوارثوه، ومثلما قال فرويد "أن الشعراء هم الذين أسسوا التحليل النفسي"، يمكن القول: "أن الشعراء العرب هم الذين أسسوا لعلم لغة الجسد"!!

لا غرابة فيما تقدم فشعر الغزل والمديح ثري بلغة الجسد، ويمكن إستحضار العديد من القصائد وأبيات الشعر التي تؤكد ذلك.

ويبدو أن مؤلف الكتاب أغفلها، فاعتمد على مصادر أجنبية فقط، وتناسى دور الشعراء العرب منذ عدة قرون وهم يترنمون برمزية لغة الأجساد.

ومن أشعار لغات العيون:

أشارت بطرف العين خيفة أهلها

إشارة محزونٍ ولم تتكلم

فأيقنتُ أن الطرف قد قال مرحبا

وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

***

رأيتُ في عينيكِ نور الهوى

مندفقا كالنور في نجمتين

يا جنة الحب ودنيا المنى

ما خلتني ألقاكِ في مقلتين

***

عيون الهوى بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وقلن لنا نحن الأهلة إنما

تضيئ لمن يسري بليل ولا تقري

***

وعن لغة السيقان:

ساق ترنح يشدو فوقه ساقُ

كأنه لحنين الصوت مشتاقُ

وهناك العديد من القصائد وأبيات الشعر التي أبدع فيها شعراء العصور في لغة الجسد الأنثوي خصوصا.

فلماذا نغفل تراثنا الغني بالرؤى والأفكار ونتوهم أن الأسبقية لما هو أجنبي؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم