أقلام حرة

صادق السامرائي: البطولة العقلية!!

صادق السامرائيالسائد في مناهج التعليم في مدارسنا أنها تحرِّم البطولة العقلية، وتحث على تعليم البطولات السرابية الوهمية التي يتقدمها السيف الذي يقتل، فالبطولة مقرونة بالقتل، ولا نستطيع أن نطرحها بمفهومها الحقيقي،  الذي تأكدت فيه حقيقة الأمة الحضارية المؤثرة في مسيرة الإنسانية.

ما هي البطولة؟

لن يجيب أحد على أنها عقلية، لأن العقل يمثل في وعينا الجمعي العجز، والقوة والألمعية في البطش والطغيان والإستبداد، وبالحكم المطلق بأنواعه ودرجاته.

أبطال الأمة الحقيقيون مغيبون وممنوعون من الحضور في وعي الأجيال.

أبطال الأمة هم العلماء وأصحاب الفكر والعزيمة الإبداعية الثقافية التي أنارت دروب الحياة.

وإياك أن تكتب عنهم وتظهرهم للناس، لأن المطلوب ترقيد الأمة وتخميد أنفاسها ووأد إرادتها، وإيهام أجيالها، بأنها كسيحة تجيد الهزائم والإنكسارات.

بينما الأمة بطولتها الجوهرية عقلية علمية متميزة وأصيلة، ولو أدركت الأجيال المعاصرة حقيقتها وقدرتها لإنطلقت بمشوارها الإبداعي، ولقدمت للبشرية روائع الأفكار والإبتكارات، ولسبقتها في ميادين متنوعة.

ليس تخيلا أو توهما، فحقيقة الأمة جلية واضحة عند الآخرين ومغيبة عن أبنائها، فالحواجز ما بينها وبينهم تزداد سمكا مع الزمن، ويساهم في ذلك العزل الإتلافي، فأبناء الأمة الجاهلون المغفلون متوهمون بأن الآخر هو الأفضل والأسبق والأقدر، وأنهم يجب أن يسكروا بخمور التبعية والخنوع.

فأطلقوا أبطال الأمة من معاقلهم، وأخرجوهم من بطون الكتب والمخطوطات القابعة في خزائن المكتبات، وزودوا الأجيال الواعدة بطاقات الكينونة الصالحة للحاضر والمستقبل.

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم