أقلام حرة

صادق السامرائي: إفلاس الفلسفة!!

صادق السامرائيتفلسفْ، وأمعِنْ بالغريب والغامض والمبهم، وأطلق ما تشاء، كأنكَ تتحرك في الخفاء، أو تحلق في فضاءات فوق البشرية، وتحسب أنكَ بعيد عن قبضة الجاذبية الأرضية.

ثم إسترسل في نظرياتك وتعليلاتك المعقدة  - المدوّخة – التي  - تسطل – الرؤوس، وتزيد القارئ نفورا!!

إنها الفلسفة التي لا نعرفها ولا تعرفنا، وقد أسهم أصحابها بملئنا خيفة وريبة وتوجسا منها!!

ومَن يحب الفلسفة لا يستطيع أن يجد قلما معاصرا يقدمها واضحة سهلة مستمرَأة، ليتلذذ بأطيابها الفكرية الشهية، فما يُنشر بأقلام المتخصصين يزيد الناس بعدا عنها!!

فهل وجدتم كاتبا يساهم في تثقيفنا فلسفيا، وزيادة قدراتنا العقلية والمعرفية؟

الفلسفة محبة الحكمة، فأين الحكمة فيما نقرأه؟

إنه لا يمت بصلة لواقعنا وحياتنا، ويعتمد على الآخر الأجنبي، وكأننا لا نزال في أروقة إفلاطون وأرسطو  وأصحابهما.

وعندما تتساءل هل توجد فلسفة عربية أصيلة، كأن تكون عراقية أو مصرية وغيرها،  تقف متحيرا، ويأتيكَ مَن يقول أتنكر كذا وكذا، وأرض العرب تزدحم بالفلاسفة!!

الفلسفة من ضرورات الحياة، بل هي طاقة جوهرها، ومحرك إنطلاقها، فلماذا صارت عصية، وربما عقبة في بلداننا، التي تئن من الأمية الفلسفية؟!!

إنها محنة عربية كبيرة!!

وهناك تساؤلات كثيرة، ومنها، لماذا لا يُنقل عنّا، مثلما كانوا ينقلون عن أجدادنا؟!!

لماذا في ما نكتبه ونؤلفه، ننقل عن الآخرين، وكأننا آلة نسخ لا غير؟!!

أين فلسفة أمتنا؟

أين فلسفة بلداننا؟

فما أكثر الفلاسفة وأقل الفلسفة!!

إنها ظاهرة تستحق وقفة جريئة مقدامة لا تتردد ولا تتوهم، فالأمة بحاجة لفلاسفة يؤمنون بقدراتها الأصيلة، وبإنتاج فلسفة عربية، بعيدا عن النقل الجامد من الآخرين، فما هكذا تفاعل أجدادنا مع المنقول، بل تمثلوه وإستوعبوه وطوّروه وزادوا عليه، وإنطلقوا إلى فلسفاتهم المعبّرة عن روح الأمة!!

فهل لنا أن ننتج فلسفتنا لنصنع المستقبل الأقدر؟!!

مع التقدير للجهود المبذولة لنشر الثقافة الفلسفية في مجتمعاتنا.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم