تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

عقيل العبود: العراق بحاجة إلى نظام ملكي

لا أهمية تعد للانتخابات، أو لوجود حكومة منتخبة، فلا هذا ولا ذاك يصلح للحكم، طالما أن الشعب فقد القدرة في اتخاذ أي قرار، فهو مغلوب على أمره من كل الجهات، حيث عبثت الأحزاب، وتدافعت لامتصاص خيراته، واستبعاده، منذ عهد ما قبل السقوط، وبعده.

هنا يصح الارتكاز على مقطع شعر يقول: "هل يصلح العطار ما أفسد الدهر"؟ فلم يفلح الطغاة، بل وجميع الحكام بقيادة هذا الوطن الذي انتهكت حرماته، وثرواته، بعد أن تم التجاوز على جميع المعايير الاخلاقية، والاجتماعية.

حيث فقدت الحياة حقيقة جوهرها الانساني، وتم الاستخفاف بمعظم أصحاب الكفاءات بعد عزلهم عن إدارة المرافق العامة للدولة، وسقطت نظرية الحكم في مستنقع المصالح.

فالديمقراطية هذا اللباس الذي جاءوا به، لم يعد إلا لغة محشوة بالمفردات المزيفة، لتضليل عقول الجماهير، أما الفضائيات فهي مجرد مساحات إعلامية لبث صور من الحياة التي يعيشها الناس دون أن يتحقق المراد، حيث لم يلقى القبض على الجناة إلا بنسبة لا أهمية لها قياسا لحجم الجنايات، والخيبات التي يمر بها البلاد.

ولم يعد الفرد العراقي قادرا لأن يرفض فكرة التركيب السياسي للاحزاب والتشكيلات التي جاءت به ترسانات العسكر، يوم تهشمت جدران الوطن، وتساقطت أشلاء الضحايا، ويوم ابيدت جميع مفاصل الحياة، بما في ذلك مؤسسات الجيش، والبنى الارتكازية، ومن ضمن ذلك أرث العراق، وتراثه الحضاري، تلك الثروات التي انتجتها الارض والسماء، في وطن كان الطريق والمهد إلى الانبياء والأوصياء، وفي تربة حطت بها سومر وبابل على أكتاف دجلة والفرات.

اليوم نحن أمام مشكلة استعصت علينا، فالعراق لم يعد بحاجة إلى إمرة حزب يدير شؤونه، خاصة بعد أن تعددت السرقات، وسادت المحسوبية ذلك تحت سطوة مجاميع تم تسميتها لاغراض المنافع، والمكاسب المادية لا غير.

وأنا أرى أن العراق أمامه طريق واحد، فهو بحاجة إلى نظام ملكي، بشرط أن يتحرر من جميع المسميات التي تم الترويج لها من قبل هذه الاحزاب، وهو الطريق الأصوب للنجاة.

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم