أقلام حرة

راضي المترفي: طواف مجنون بين عناوين الحملة الانتخابية!!

راضي المترفيفي العراق ليس هناك فرق كبير بين الإبداع والبدعة لان كلاهما يلفت نظرك ويحرك عقلك ويدفع للرفض او الاستجابة وكلا الأمرين مساهمة سواء بالتفاعل والمشاركة او الرفض والعمل بالضد ومعلوم أن أضخم التجمعات والتجمهر في العراق تظهر في موسمين.. مواسم البكاء (محرم و صفر) وموسم الانتخابات وتختلف هذه عن تلك ففي مواسم البكاء يطغي السواد ويعم البكاء وتجلد الظهور وتلدم الصدور وتدمى الرؤوس والجبهات وتتراجع كل الأسماء ويعلو اسم الحسين يطعم على حبه الطعام وتقطع المسافات الطويلة سيرا على الاقدام حجا إلى ضريحه وكربلائه ثم يكلل كل هذا باحتفالية اربعينه لتتبخر الجموع بعدها برمشة عين ويتحول الأمر بمجرد إعطاء كربلاء ظهور المحتفلين إلى ذكريات لنبحث عن موسم آخر وفي هذا العام تزامن موسم الانتخابات مع نهاية مواسم البكاء وبقدرة عجيبة نشاهد من رأيناه سائرا إلى كربلاء حاملا صورة الحسين بمدمع باكي لاعنا الظالم رافعا شعار (هيهات منا الذلة) نراه عائدا منها ضاحكا راقصا تحت صورة مرشح جرب حد الجرب ولم يقدم شيئا مع ان الجميع يردد تلك المقولة (المجرب لايجرب) التي فقدت مصداقيتها وتحولت إلى لقلقة لسان ووووووووو.. وفي كل منطقة حملت اللافتات شعارات لا تحمل الا مضمونين الأول يمجد صاحب اللافتة والثاني يسقط غريمه و (نعيدها دولة) طيب هو من الذي خرب الدولة لتعيدها انت!!؟؟ و (نريد دولة) .. منين أجيب لك اذا انت نهبتها ؟ و (نسعى للإصلاح) جا يغاتي الفساد من الكهرباء مرورا بالخدمات والحرائق والمستشفيات وصولا للبنك المركزي وسعر الدولار ياهو أبطالها؟ و(الحكوك تريد حلوك) .. رحمه لخالتك شو الحقوق كلها سلبت والقاضي المسدس واظن قضية الحلوك ويا الرصاص خسرانه والوادم اتدور ستر و(عزمنا من عزمكم) صدك بطران ولك أنتم خليتو بيها عزم شو الناس داويه والجيوب خاويه والطفهن واكثرهن قهر من يخطب مدير ناحية الخيرات بالصقلاوية باسم الرئيس القائد محمد ريكان الحلبوسي حفظه الله أمام الحشد العشائري ويخبرهم ان السنة كانوا مهمشين وأصبحوا في زمن القائد قوة . ونرجع لسالفة المجرب الذي لايجرب ونقسم انها لا تخص السياسيين إنما تخص العراقيين (الناخبين) حيث جربوا آلاف المرات وفي كل مرة عندما يجدون أنفسهم في حضرة السلطة ينسون كل ما مر بهم ويرقصون على أنغام.. هلا بيك هلا.

 

راضي المترفي

في المثقف اليوم