تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: السلبية السائدة والإيجابية البائدة!!

مجتمعات الأمة أفضل من غيرها، إن لم تكن مثلها، والفرق أن أساليب ومناهج الإقترابات السلبية منها تتواصل بتكرارية مزمنة.

فالمكتوب منذ بداية القرن الحادي والعشرين، ممهور بمداد السلبية والدونية والحط من قيمة الإنسان ودوره، وإيهامه بأن التبعية قدره والخنوع والخضوع لغيره مصيره المحتوم.

وتقديمه على أنه عاجز وعالة، وأمته في إنحطاط وإنقراض، وعليه أن يرحل من ديار الفناء والقهر والحرمان، إلى ديار الحرية والديمقراطية والأمان.

وتنأى الكتابات عن العلة الأساسية المتمثلة في الكراسي الموكلة بالحفاظ على مصالح الطامعين بالأمة.

هذه الأمة حية ولن تتمكن منها عاديات العصور مهما تفاقمت وتأسدت، والدليل أنها لا تزال تحافظ على لغتها وهويتها وأصالتها، وتتمسك بدورها الحضاري والإنساني.

فالإستعمارات والهيمنات فشلت في إلغاء هويتها.

فهل وجدتم دولة من دولها طلقت لغتها العربية وأنكرت تراثها، وإبتعدت عن جوهر قيمها.

تحدثوا عن سياسة التتريك، فهل توجد دولة من دولها تتكلم التركية، والدول الإستعمارية كفرنسا وإيطاليا وإنكلترا أمعنت بترويح ثقافتها ولغتها ، لكن الشعوب إنتصرت للغتها وحافظت على كيانها الأصيل، فالأمة بخير وقوية وقادرة على التحدي والمواجهة، والإنطلاق في ميادين الإبداع والتألق الحضاري

وأجيال الأمة المتوافدة ذات قدرات متصاعدة وواعدة، وجديرة بتأمين مرتكزات الصيرورة الأفضل.

فلماذا يتم التركيز على ما هو سلبي وإنكار ما هو إيجابي؟

هل أنها الغفلة الحضارية، ام البرمجة المعادية لوجود الأمة، والتي يجتهد أعداؤها بترويجها.

علينا أن نرعوي وننتبه، ونكتب بمداد الإيجابية، لأن السلبية تصنع حالات نفسية وسلوكية مثلها، وتستحضر الأفكار السيئة والأفعال المعبرة عنها.

فالإيجابي يلد طيبا، والسلبي يصنع خبيثا.

والخيار خيارنا والمصير مصيرنا!!

فهل لنا أن نتبصر؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم