أقلام حرة

صادق السامرائي: التغريدُ خارجَ السِرْبِ!!

صادق السامرائيالسِّرب: الفريق من الطير والحيوان، وعندما يُراد به البشر فيعني: القطيع البشري.

ما يسود السرب في دنيا البشر، هو الضلال والبهتان والإفتراءات، والخداعات، والتبعيات والخنوع، وتعطيل العقل ومنعه من التفكير، فالسرب البشري مجتمع دُمى تُحرَّك عن بُعد أو قرب، أو مجتمع روبوتات ذاتية الحركة، تم برمجتها لتنفيذ المطلوب منها.

والعديد من المجتمعات المنكوبة تعيش في أسراب، ولكل منها قائده الذي تتبعه، كما تفعل الطيور والحيوانات.

ووفقا لآليات وديناميكيات الأسراب، فالمجتمعات يمكن إختصارها ببضعة أشخاص فاعلين فيها، ومهيمنين على الأسراب التابعة لها والقابعة في قبضتها.

ولا يجوز لفرد أن يتحرر من سطوة السرب، ويعبّر عمّا يريد، لأنه سينافس قائد السرب، وسيُحْدِث تشويشا وإضطرابا في الإنضباط والإنسجام السِرْبي.

وفي عالم المعرفة والثقافة والفكر، فأن إعمال العقل في الموضوعات المنوِّمة للسرب، تتسبب بإثارة قائده الذي يحشد ما يستطيعه من أعضاء سربه للنيل منه والقضاء عليه.

فتجدنا أمام عدد من المفكرين والمنوِّرين المنبوذين، والمضيَّق عليهم، والمحارَبين من قبل أقلام السرب المسوَّقة، لتأمين الهيمنة وإستعباد الناس وإستثمارهم، لتحقيق أهواء قائدهم ورغباته المقدّسة المساوئ والشرور.

ولهذا فالكتابات الحرّة تتعرض لحرب شعواء، والأفكار التنويرية يجتهدون في طمسها وتغييبها وتجاهلها، وأي طرح يستدعي التفكير وتنشيط العقل يُحسب عدوانا على عروش الغانمين، المُبجلين المُؤلهين بالضلال والبهتان العظيم.

والسؤال الذي تواجهه الشعوب المرهونة بالأسراب، هو كيف تتحرر من قبضة القِوى المهيمنة على مصيرها، والتفاعل بطاقاتها القادرة على بناء حاضرها ومستقبلها بتلاحمها الحر المبين؟

والجواب بالعلم!!

إن المجتمعات المتعلمة التي تتخذ العلم سبيلا ومنهجا في حياتها،  تتحرر من معوّقات الصيرورة المطلقة، وتستطيع إنجاز إرادتها، والتعبير عن قدراتها الحضارية الكامنة فيها.

وبالتفاعل العلمي تتفتت الأسراب، وينزوي قادتها المبرقعون بالدين الزائف التجاري المواصفات والنوايا، فالعلم هو الضياء الساطع الطارد لخفافيش التضليل والبهتان، والمُحَرر من قبضة الأدعياء الأفاكين الغانمين لحقوق الآخرين، والمتمنطقين بدين.

فهل من إيمان بالعلم فهو الصراط المستقيم!!

فغرِّدوا خارج أسراب القطيع، حتى يستيقظ المُغفلون ويتنبه المُضَللون!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم