أقلام حرة

صادق السامرائي: الحاضنة الأرضية والتغيرات المناخية!!

صادق السامرائيالأرض حاضنة كونية (إنكيوبيتر)، كالحاضنة التي نضع فيها الأطفال حديثي الولادة (الخدّج)، وأي إضطراب في معايير ضبط بيئتها،ستتسبب بأضرار خطيرة على المخلوقات التي فيها.

هذه الحاضنة تحوي عناصر بنسب دقيقة ومتوازنة، وبتفاعلات مرهونة بعوامل مساعدة توفرها، وفقا للحالة ومتطلبات الضرورة.

وهي تدور تحت أشعة الشمس، وتستمد منها ما يكفيها من الطاقة اللازمة للحفاظ على الحياة.

وما جرى في هذه الحاضنة، أن البشر توهم بمعارفه ومبتكراته سيتمكن من القبض على إرادة الأرض، مما تسبب بعاهات بيئية مروّعة، أدّت إلى إضطراب التوازن ما بين عناصر الحاضنة المديمة لظروفها، القادرة على تأمين مطلبات الحياة.

وبسبب التغيرات المناخية، ربما تكون هناك العديد من الآفات (فايروسات ومايكروبات أخرى)، في حالة كمون لأن الظروف البيئية لا تسمح لها بالحياة، وبتغيير ما في الحاضنة من موازين يتحكم بها ثيرموستات الحياة الأرضية، فأن هذه الكامنات إنطلقت لتبيد ما هو حي.

فيُخشى ان يكون فايروس كورونا هو بداية في سلسلة من المايكروبات والفايروسات، التي ستنفلت من عقالها بسبب التغيرات المناخية الحاصلة في الأرض، والتي تسبب بها سلوك البشر العدواني، الذي لا يحترم البيت الذي يعيش فيه.

فالتسابق بين القوى لإمتلاك أسلحة ذات دمار فائق، لا يرعب الأرض لوحدها بل باقي الكواكب في المجموعة الشمسية وما حولها، وهذا يعني أن القدرات الكونية ربما ستتعاضد وتتساند للنيل من المخلوق الذي يهدد الأرض بالدمار، ويريد تجاوزها للتأثير على غيرها من الكواكب السيّارة في مجموعتها الشمسية.

فالبشرية مطالبة بالإنتباه للأخطار التي ستنطلق بوجهها من الأرض، التي تزعزعت موازين حضانتها، وقدرتها على رعاية مخلوقاتها بأنواعها.

فهل لنا أن نرعوي ونتبصر؟!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم