أقلام حرة

صادق السامرائي: إبن الرومية النباتي الفقيه!!

صادق السامرائيأبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن أبي الخليل الإشبيلي المعروف بإبن الرومية (561 - 637) هجرية، ولد في أشبيلية وتوفي فيها بعد أن إرتحل عنها لأكثر من ثلاثة عقود.

وهو عالم عربي مسلم أموي الولاء، إشبيلي أندلسي، مشهور بعلوم الحديث، وفقيه ظاهري، ونباتي عشاب، وعقاقيري صيدلي.

برز بعلم النبات والأدوية المفردة، وبميله لتحري منابت الأعشاب، تعلم في إشبيلية وإرتحل عنها يبحث في النباتات ويتفقه في الحديث.

فجال أنحاء الأندلس وبلاد الشام والعراق والحجاز، وعاد إلى الإسكندرية وجمع فيها كتابه (الترياق الكبير)، وكان يَدْرس النباتات ويعمل عليها تجاربه.

إشتهر في العلوم الشرعية، وبنقله الأحاديث النبوية عن (إبن حزم)، ومن تلامذته (إبن البيطار)

مؤلفاته:

شرح حشائش ديوسقوريدس، أدوية جالينوس، الرحلة النباتية، الرحلة المستدركة، ترطيب الأدوية، التنبيه على أغلاط الغافقي، المعلم بما زاده البخاري على مسلم، نظم الدراري في ما تفرد به مسلم عن البخاري، مختصر الكامل، فهرست، الحافل في تذليل الكامل.

أساتذته:

إبن حزم الأندلسي، الحرستاني، إبن الملاعب، إبن العطار، زرقون أبي الحسين، إبن الجد، إبن عفير، أبي ذر الحبشي، أبي القوت السجري، أبي الفتح إبنن البطي، أبي عبدالله الغراوي.

ألقابه:

العشاب، النباتي، الزهري، الحافظ، الحزمي، الظاهري، إبن وعرف بإبن الرومية.

وقال المقري:  "كان زاهدا صالحا، وحكى بعضهم عنه، أنه كان جالسا في دكانه بإشبيلية يبيع الحشائش وينسخ، فاجتاز به الأمير أبو عبد الله إبن هود سلطان الأندلس، فسلم عليه، فرد عليه السلام، واشتغل بنسخه، ولم يرفع إليه رأسه، فبقي واقفا منتظرا أن يرفع إليه رأسه، ساعة طويلة، فلما لم يحفل به ساق فرسه ومضى"

"وتميز أبو العباس النباتي بنبوغ رصين، فاستخدم المنطق والعقل في دراسة كل ما وقع عليه نظره الثاقب، وكان بصيرا بالحديث ورجاله، كثير العناية به، وفاق أهل زمانه في معرفة النبات"

وفي طبقات الأطباء لإبن أبي أصيبعة:"..إبن الرومية من أهل إشبيلية ومن أعيان علمائها وأكابر فضلائها،  أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية وقواها ومنافعها، وإختلاف أوصافها، وتباين مواطنها، وله الذكر الشائع والسمعة الحسنة، كثير الخير، موصوف بالديانة، محقق للأمور الطبية، قد شرّف نفسه بالفضائل...."

علَم فقهي علمي متميز في مسيرة الأمة الحضارية، ودليل وقدوة على أن الدين يحث على العلم، ولابد للمتعلم دينيا أن يكون مهتما بالعلوم الدنيوية ما إستطاع إلى ذلك سبيلا، فالعلم ركن مهم من أركان الإيمان بالدين، والجهل عدو الدين، فكانت "إقرأ" فاتحة التنزيل!!

ولهذا بذل جهدا منقطع النظير في تتبع مواطن النباتات ودراستها، ومعرفة فوائدها الطبية، وأمضى ثلاثة عقود في ترحاله بحثا عنها.

عسى أن يرعوي مَن سيرعوي، ويتخذ من العلم طريقا للحياة الحرة الكريمة، فالعلم جوهر الدين، فهل يعلم الغافلون أمْ على قلوبٍ أقفالها؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم