أقلام حرة

صادق السامرائي: جرثومة الإبداع!!

صادق السامرائيالجراثيم كائنات لا مرئية، وتأثيراتها تدميرية، ولا يخلو مخلوق في مملكة الحيوان منها، فهي موجودة في الخلايا، وحتى تتوطن الخلايا الدماغية، فأبداننا موبوءة بالجراثيم.

بل أن الحيوانات عبارة عن حاويات جراثيم متحركة، وربما تتدبر نشاطاتها الجراثيم التي فيها.

فالبحوث المتطورة والدراسات الإستكشافية التصويرية، أظهرت أن البدن مرتع للجراثيم، وربما بواسطتها يعيش، وتتواصل الحياة، وهي في كينونة توازنية دقيقة في داخله، وأي خلل يصيب منظومتها التكافلية يتسبب بأضرار فادحة قد تقضي على الحيوان أيا كان نوعه.

فمصير المخلوقات في مملكة الحيوان بعهدة الجراثيم المتعايشة فيها!!

ويبدو أن لكل نشاط يقوم به المخلوق، ربما هناك تأثير جرثومي يساهم فيه، فلكل حالة جرثومة!!

فهل أن هناك جرثومة إبداع؟!!

أي أن الدماغ يُصاب بنوع من الجراثيم، التي تحفز بعض الخلايا في الفصوص الدماغية المستهدفة، وتقدح فيها الإبداع.

هذا السؤال ليس عبثيا، وإنما البحوث والدراسات أخذت تميل إلى التأثيرات الجرثومية على الكينونات الحامضية في نويات الخلايا، وهذه التأثيرات تتسبب بنشاطات إنزيماتية تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات، المتمثلة بالسلوك أو النشاط الذي يقوم به المخلوق.

والإبداع نشاط تملية طاقة تتأجج في الأدمغة، تقدحها إرادة إنزيمية قد تكون محفَزة جرثوميا، للتعبير عن إرادة الجرثومة الفاعلة في الأدمغة.

حتى ليبدو أن الأفكار من نشاطات الجراثيم المتوطنة في أدمغتنا، والمتكنة من إدارة مصير العُصيبات الدماغية، وتحديد لغة تخاطبها وآليات تفاعلاتها في حلقات ودوائر مفرغة ذات تعجيلات متباينة، تساهم في إطلاق محتويات الجراثيم الكامنة فيها.

فهل للإبداع دواء؟

وهل هناك ما يطلق الإبداع؟

إن القبول على المنشطات والعقاقير المحفزة أحيانا يشير إلى ذلك، فلكل مبدع ما يدمن عليه.

ويبقى السؤال، هل أن المبدع عندما يتناول مضاد حيوي، يستطيع الإبداع؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم