أقلام حرة

صادق السامرائي: الجنس والأخلاق!!

صادق السامرائيالجنس منظومة سلوكية أم أخلاقية؟

بعض المجتمعات تحصر الأخلاق بالسلوك الجنسي، وما عداه لا يعني الأخلاق بأمر، فأخلاق المجتمع مركزة هناك.

أما إذا سألت عن الأمانة والإخلاص والقيم الإنسانية الداعية للمحبة والألفة والأخوة، وعدم الفساد، فأنهم ينظرون إليك بنصف عين أو يهزأون مما تطرح.

فالجنس وما يتصل به من تقاليد وأعراف، يختصر معنى الأخلاق وقانونها ودستورها وشرعها، وبموجب ذلك تتحدد الفتاوى والتشريعات التي تنص على ما تنص عليه!!

فلا بد من التمييز بين الأخلاق والسلوك البايولوجي والنشاط الهرموني، الذي تشترك فيه جميع المخلوقات، والتي يتميز عنها الإنسان بأخلاقه وعقله ولسانه المعبر به عن أفكاره.

فكيف تحّولت النشاطات البايولوجية إلى أخلاق، وإنتفت المعايير والأخلاق اللازمة للقوة والحياة الحرة الكريمة؟

فما دامت العفة محفوظة ومحصنة ، فلا يهم أن تنتشر العمالة والخيانة وإنتهاك حقوق الآخرين، وغياب العدل وتفشي الجور والظلم والقهر، وإذلال البشر وتدمير وجوده.

العلاقة الجنسية مبنية على توافقات ما بين الأنثى والذكر، أيا كانت تلك التوافقات، ولو أنها إتخذت شكلها المتعارف عليه للحفاظ على المجتمع، لكنها في نهاية الأمر عملية توافقية ما بين رجل وإمرأة، ومهما أمعنا بوضع الضوابط والتشريعات فأن عدم التوافق يهدمها، ولهذا يكون الطلاق محصلة لنسبة كبيرة منها.

وبعض المجتمعات تسمح بفرص لتحقيق التوافق ما بين الرجل والمرأة، وفي أخرى تتحول المرأة إلى بضاعة تباع وتشترى، وفقا لمعايير وضوابط تقرها، بمعزل عن الإرادة التوافقية ما بينها والرجل؟

فهل سنتبصر؟!!

فلا تشنوا عدوانا إنفعاليا على الكلمات وكأنكم في غفلة تعمهون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم