أقلام حرة

شدري معمر علي: الفلسفة ضد الحرب.. عندما يقف الفلاسفة مع الحق

بعد عملية طوفان الأقصى المفاجئة وقف العالم الغربي مع إسرائيل موقفا مطلقا منحازا للجلاد والغريب أن كتابا فرانكفونيبن محسوبين على العالم العربي ويحملون أسماء إسلامية ولأنهم إنسانيون حداثيون تنويريون أدانوا حماس وتضامنوا مع الصهاينة طمس الله بصيرتهم وآخرون التزموا الصمت والحياد حتى لا تضيع منهم بعض الجوائز فيفتقدون فتاتها، بينما ظهرت أصوات في العالم لكتاب وفلاسفة كبار وقفوا مع الحق ودافعوا عن المستضعفين الفلسطينييبن ونذكر على سبيل المثال فيلسوفين معاصرين هما:

- الفيلسوفة الأمريكية " جوديت بتلر (من مواليد 24 فبراير 1956م).

- الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين (من مواليد 22أبريل 1942م).

قالت الفيلسوفة الأمريكية اليهودية الأصل   جوديث بتلر صاحبة كتاب" قوة اللاعنف" وتعد من أهم الفلاسفة المعاصرين الذين يهتمون بقضايا الراهن العالمية ولها دور تأسيسي في دراسات الفكر النسوي ولها إسهامات أيضا في الفلسفة الأخلاقية وفلسفة ما بعد البنيوية : " إنه يجب أن نأخذ تعبير "إبادة جماعية" على محمل الجدّ لأنه يصف ما يحدث بالفعل، فالهجمات لا تستهدف المقاتلين فقط، وإنما تستهدف أيضا السكّان والمدنيين في غزة، وهم يتعرضون للقصف والتهجير"

وقالت أيضا بكل وضوح  "إذا كانت أهوال الأيام الأخيرة تكتسب أهمية أخلاقية أكبر لوسائل الإعلام من أهوال السنوات السبعين الماضية، فإن الرد الأخلاقي في الوقت الحالي يهدد بحجب فهم الظلم الجذري الذي تحملته فلسطين المحتلة والفلسطينيون المهجّرون قسراً - فضلاً عن الكارثة الإنسانية والخسائر في الأرواح التي تحدث في هذه اللحظة في غزة"..

أما  الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين فقد كتب على موقعه نصّاً مقتضباً بعنوان "صمت غزة".

وكتب أغامبين، الذي عُرف باهتمامه بموضوعات متنوعة تراوحت بين فلسفة اللغة وفلسفة الأخلاق والقانون والأدب: "أعلن علماء من كلّية علوم النبات في جامعة تل أبيب، في الأيام الأخيرة، أنهم سجلوا بميكروفونات خاصة حسّاسة بالموجات فوق الصوتية صرخات الألم التي تصدرها النباتات عند قطعها أو عندما تفتقر إلى الماء. في غزة لا توجد ميكروفونات!"

وهذا الكلام المقتضب يحمل إيحاءات ورسائل إلى العالم فمن يحمل صوت غزة ويسجل أنين النساء والشيوخ والأطفال تحت الأنقاض؟ فإذا كان علماء النبات في الكيان المحتل  اكتشفوا أن النباتات عند قطعها أو عند افتقارها إلى الماء تصدر صرخات الألم ألم يكتشف هؤلاء معاناة الإنسان الفلسطيني المقطوع من أرضه المحروم من جذوره المسجون في بقعته الصغيرة، المحاصر طوال عقود من الزمن  ألم يسمعوا صرخته وأنينه ؟...

***

الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر

في المثقف اليوم