تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: الفقيه والمثقف!!

الفقهاء هم قادة الأمة الحقيقيون على مدى العصور، وبموجب رؤاهم  تتخذ القرارات من قبل الخليفة أو السلطان، فهم الذين يقررون وتتحمل الكراسي المسؤولية، ولا يوجد كرسي أيا كانت طبيعته وشخصيته، لم ينقاد للفقهاء ويترجم رؤاهم بقرارات حتى صاروا هم القادة الفاعلون، والكرسي الأول رمز وحسب.

وعندما ظهر مفهوم المثقف خصوصا في القرن العشرين، برزت مشكلة الصراع بين الحالتين، وهذا تفسير لميل الفقهاء لنشر الجهل والأمية بأنواعها  لعزل المجتمع عن المثقفين، والحفاظ على دورهم الإستعبادي للناس بإسم الدين، الذي يستثمرونه لتأجيج العواطف والإنفعالات وتعطيل العقول.

فالواقع يشير إلى الصراع بين المثقفين والفقهاء، وهذه حالة لا يمكن إغفالها.

فالمثقف يُسحَق ويُتهم في الزمن الذي تتعمم فيه الكراسي، ويصبح  خائفا مرعوبا، من فتاواهم، التي  تدعو لمحق وجوده ودوره بآليات يجيدونها، ولهذا فأخطر ما تواجه الشعوب أن تتسلط عليها القوى المؤدينة المقلدة لعمائم لا تفهم سوى الهيمنة والإستبداد بإسم الدين، الذي تراه على هواها ومصالحها الفردية والفئوية.

الفقهاء في الكراسي لا يعترفون بوطن ولا بحقوق مواطنين، ولا بوطني، أيا كان نوعه وكل شيئ في عرفهم مشاع.

وفي هذا الواقع الإلغائي، فقد المثقف دوره وصوته، وما عاد قادرا على التأثير في العقول، وبناء الآراء لصالح الوطن والمواطن، لأن الإرادة الفقهية تعطل العقول وتؤهل الناس للسمع والطاعة، ومَن يحيد عن التبعية والخنوع، هو من الكفرة والزنادقة، ومعادي للدين وصوره المقدسة اللازمة للهيمنة على إرادة الوعي الجمعي.

ويبدو أنها مرحلة حرجة، وسينتصر فيها المثقف على الفقيه، لأن العصر تغير وما عاد قادرا على قبول الآراء الخارجة عن مكانها وزمانها، فالدين رسالة حياة متفاعلة مع تموجات نهر البشرية الجاري بتوثب متسارع.

وعليه يجب على المثقفين الثبات والتمسك بالرأي الحر الصالح لبناء الحياة الحرة الكريمة.

فهل لدينا القدرة على المجابهة والتغيير؟

وهل أنه الأفيون والمثقف كالمأفون؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم