أقلام حرة

صادق السامرائي: بوح الوجيع!!

تورق الأشواك في قلب المحتوى، وتتحول الفحوى إلى رمال تذروها  أعاصير السأم والتشاؤم والقنوط، وتتكسر أقلام الحقيقة، وتدوسها أقدام الباطل والبهتان، وتطمرها في طيات النسيان. العالم بلا قيم ولا أخلاق ولا معايير، رغم أننا نعيش أفضل عصور التأريخ البشري المأساوي فوق التراب، الذي يمتلك جاذبية فائقة للأبدان المتبرعمة من جوهره الغدّار.

أيام إندثارات وتداعيات وتفاعلات بالسوء والعدوان، لموجودات منوّمة ومثمولة بسلاف الويلات، وخمور النازلات، وهي تلهث وراء حاجات تغتالها حاجات.

الأبرياء يموتون قتلا أمام أنظار العالم المتمنطق بالمُثل السامية، ويحسب بعض البشر أرقاما أو دون مراتب الحيوان، وبعض مقدس وعنوان.

لا أثر وتأثير لموت عشرات الآلاف من الأبرياء، والقيمة العليا لبضعة أشخاص يمارسون الحياة في مطامير التحدي والمقاومة والمطالبة بأبسط حقوق الإنسان.

العالم على حافة القارعة، وما هي إلا إستعدادات ليوم سقر، الذي سيتفاعل فيه النووي مع النووي وستنمحق دول الضعفاء، وتستباح ثرواتها من خلائق العدوان الحضاري التكنولوجي المعاصر الفتاك.

فما معنى الإنسان؟

وما هي علامات الأوطان؟

القوى المهيمنة تصنع ما تريد والدول الضعيفة "نبديد"!!

فهل إنتصر البشر على البشر؟

وهل تأسد التراب، واستنفر أفواهه الشرهة الطامعة بأبدان طرية ودماء زكية؟

إنها محنة التراب بالتراب، والبشر وميض وسراب، وما لذ العيش ولا طاب!!

و"لا يتعلم المرء حتى يتألم"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم