أقلام حرة

بديعة النعيمي: الاستيطان في فلسطين.. وعد بمثابة صك

"آرثر جيمس بلفور" سياسي بريطاني ولد بتاريخ ١٨٤٨. تولى رئاسة الوزراء في بريطانيا وبعدها بسنوات أصبح وزيرا للخارجية في وزارة "ديفيد لويد جورج".

بدأ بلفور حياته كارها لليهود مكرسا كل جهوده للحد من هجرتهم إلى بريطانيا.

وكان في العام ١٩٠٥ قد منع بصفته رئيسا للوزراء هجرة اليهود الهاربين من مذابح روسيا القيصرية، بسبب ما وصفه بالشرور التي لحقت ببريطانيا بسببهم. بالرغم من أنه حضر المؤتمر الأول بزعامة "تيودور هيرتزل" الذي أقيم في مدينة بازل عام ١٨٩٧ لمناقشة مشروع إقامة وطن قومي لليهود، وكان مؤيدا للمشروع.

وظل متذبذبا في مواقفه تجاه اليهود إلى أن التقى بالزعيم الصهيوني "حاييم وايزمان" وأعجب بشخصيته. ومن وقتها أصبح تعامله مع الصهيونية باعتبارها قوة

تستطيع التأثير في السياسة الدولية وخاصة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إقناعها للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا.

ومن هنا وانطلاقا من هذه الرؤية جاء ما عُرف "بوعد بلفور".

وقد بعث بهذا الوعد إلى البارون "ليونيل دي روتشيلد" اليهودي البريطاني البارز، مخاطبا إياه ب ٦٧ كلمة تضمنت تحويل فلسطين إلى دولة استيطانية صهيونية.

وكان نص الوعد:

"تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه ان يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

٦٧ كلمة أعطت من خلالها من لا يملك ،الأرض لمن لا يستحق. حيث جرى توقيعها بتاريخ ٢/نوفمبر/١٩١٧.

وقد وصف القاضي الأمريكي "جوزف بروسكار" هذا الوعد بأنه "قانون العالم".

ويذكر بأن المنظمة الصهيونية كانت قد تقدمت بمقترحات لنقل كل من لم يكونوا يهودا من المنطقة. وتقصد الفلسطينيين. كما استعملت المنظمة عبارة "الكومنولث اليهودي" التي تعني دولة ،كيان سياسي ،أمة ،أو جمهورية. بدلا من "الوطن القومي" التي وردت في الوعد والتي لن تؤدي إلى إقامة "دولة صهيونية".

وكان ما أرادته الحركة الصهيونية ،فأصبح الوعد بمثابة "صك شرعي" على فلسطين وتحول الوطن إلى دولة فاشية تقتل وتخنق على مدار أكثر من سبع عقود، إلى أن جاء ٧/أكتوبر٢٠٢٣ ليقول للمعتدي ومن يقف خلفه...كفى.

***

بديعة النعيمي

في المثقف اليوم