أقلام حرة

مضر الحلو: أزمة الخطاب الديني (7): أسباب الإخفاق (5)

حادي عشر- إقصاء العلوم الانسانية، كعلم النفس والاجتماع والتربية والتاريخ، وعلوم الألسنيات، من اهتمامات طلبة العلوم الدينية والمشتغلين في حقول التبليغ الديني خاصة، وعدم منحها الاعتبار الذي تستحقه في عملية التنمية المجتمعية ما أدى الى الجهل بطرق التأثير على المستمعين ودراسة حالاتهم الشعورية والنفسية، وفهم قدراتهم الذهنية، وتذليل المعوقات التي تعترض سبيل تقدم المجتمع وتخطيها، خصوصا وان مجتمعاتنا تعصف بها ازمات سببت اختلال منظومتها النفسية والاخلاقية. كل ذلك ترك فجوة بين الخطاب والمخاطبين. 

ثاني عشر- طرح المفاهيم التربوية بصورة مطاطية، هلامية، متداخلة، مشوشة. لم يتم وضع معايير أو قواعد وقوانين يمكن تطبيقها لتحديد أطر هذه المفاهيم الاخلاقية التهذيبية أو رسم الخطوط والحدود الفاصلة بين تلك المفاهيم مما أضر كثيرا بمقاصد الخطاب الديني التربوي. مثالا على ذلك مفهومي الدنيا والاخرة فتارة نجد خطابا يعتبر ان الاسلام يهجو الدنيا ويأمر بتركها وأنها رأس كل خطيئة ويأمر بالاهتمام بالاخرة فحسب، وتارة من يدعو الى عمارة الدنيا وأنها مزرعة الاخرة وعلينا ان نكتشف كل مصادر القوة فيها من مال وجاه وعزة الخ، واستثمارها والاستفادة منها في الخير والاصلاح. هنا يقع المستمع في حيرة من أمره، أي طريق يسلك؟ ولأي رأي يستمع؟. 

ومن أمثلة المفاهيم المتداخلة:

التداخل بين الغنى، والفقر.

بين الغيب، والشهود.

بين الجبر، والتفويض.

بين التوكل، والتواكل.

بين الكسل، والاعتماد على الله.

بين الشفاعة، والعمل.

بين الخيرة، وإلغاء دور العقل.

بين الزهد، والخمول.

بين انتظار الفرج، والهروب من المسؤولية.

***

مضر الحلو

في المثقف اليوم