أقلام حرة

أحمد الحلي: مشهدٌ طريف

احمد الحلييومَ أمس كنت في بغدادَ، وبالتحديد في منطقة ساحة الطيران بالباب الشرقي غير بعيدٍ عن جدارية جواد سليم التي سيضفي عليها الشبانُ التشرينيون المنتفضون بعداً آخرَ وحيويةً مضافة .

كنت جالساً في الكية بانتظار ان (تقبّط) وتنطلق، لفت انتباهي قفصٌ كبير موضوع على الرصيف المحاذي فيه عدد هائل من البلابل اليافعة التي ملأت المكان بضجيجها وحركتها . شاهدت أحد الأشخاص وهو يعطي صاحبَ الَقفص مبلغاً من المال فيُخرج له هذا بلبلاً ويعطيه إياه فيطلقه للفضاء وهكذا لخمس مرات. لاحظت ان المشتري مغتبط وقد بانت على وجهه علامات الرضا وكأنه هو الذي نال حريته . ثم ذهب لحال سبيله، فجاء شخص آخر وآخر وفعلوا الفعل ذاته.

ما يميز اهل بغداد بصفة خاصة هو حسّهم بالتعاطف تجاه الكائنات الأخرى، وهذه الأريحية الطافحة بالبِشر في سجاياهم والتي تنم عن خلق رفيع ورقي حضاري . وكنت قد شاهدت في اوقات سابقة كيف أنهم يحتشدون على جسر الشهداء تحديداً، في منتصفه تقريبا وقد اصطحب كل واحد منهم كيسا فيه كسر الخبز والصمون من اجل إلقائها للنوارس، في مشهد بهيج وأخّاذ .

 

أحمد الحلي

في المثقف اليوم