أقلام حرة

صادق السامرائي: قيمة الفكر!!

صادق السامرائيالفكر لا قيمة له عندما يكون كلمات مجردة من التفاعل مع الواقع، فما قيمة آلاف الكتب للمفكرين والفلاسفة العرب المطمورة في الرفوف، وتتداول وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها، العديد من أقوال المفكرين والفلاسفة، ولا معنى لها ولا دور في الحياة، لأنها ليست على تماس مع البشر، ولا تُحدث تغييرا، أو تطلق نشاطا يخدم الناس.

فالكلام لا ينفع لأنه فقد قيمته، والكلمة إنزوت وتبددت، فلا أثر لها ولا معنى، ولا قدرة على صناعة الحياة التي تساعد التقدم والرقاء.

ولغياب قيمة الكلمة ومعنى الكلام، ظهرت حركات وأحزاب رفعت شعارات برّاقة، وجاءَت بأفعال مضادة لها، مما يشير إلى الجهل الإدراكي للكلمات، ومعاني العبارات، وفحوى الشعارات، أو أنها كانت تُطرح للمُخادعات والتضليل . لتمرير إرادات الطامعين في البلاد والعباد.

الكلمات لا تنفع، والخطابات تخدع، وكل شيئ في العمل، ومَن لا يُطابق عمله مع قوله هو من الكذابين والمنافقين، والمتاجرين بما يطرح وينادي به.

فالحياة في العمل وليست في الكلمات.

الشعر لا يُطعم من جوع ولا يمنع من برد، وإدّعاء الدين بالكلام لا يساوي شيئا، ما دام العمل ضد الدين، فلا بد من العمل، لكي يكون الكلام فيه أثر وله دور وأمل.

إنَّ الأمة تعيش في مأزق حضاري فتاك، لأنها تتوهم بأن القول العمل، وتندفع بنخبها إلى الإسهاب والهذر والإمعان بتسطير الكلام، فتجد نخبها منهمكة بالكلام المكتوب، الذي تسميه إبداعا وتحسب أنها تنجز شيئا، وما هي إلا تستنزف طاقاتها فيما  يضرها، فالشعر والأدب والدين لا تقوّي الأمم ولا تعزز قدراتها، فالأمم بالعلم والعمل تكون.

إن إهمال العلم والعمل، هما الآفتان اللتان تنخران وجود الأمة، وتحيلانها إلى عصف مأكول.

فهل لنا أن نعيد للكلام قيمته العملية، وللحياة مسيرتها العلمية؟

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم