أقلام حرة

صادق السامرائي: أدمغة بلا عقول!!

صادق السامرائيالعقل موجود عندما يكون في الرأس دماغ، فأي دماغ سيكون صاحب عقل، أي أنه سيتمكن من صياغة الدوائر العُصيبية اللازمة لتأسيس المجالات الكهرومغناطيسية، للتفاعل مع الأفكار في بودقة الدائرة الدماغية الناشطة.

ويبدو أن كل مخلوق مهما كان ضئيلا عندما تتوفر في دماغه قدرة تشكيل دائرة عُصيبة فأن له عقل.

فالمخلوقات ذات الرأس لديها عقل يتناسب وعدد الدوائر الناشطة في أدمغتها.

فالطيور لها عقل، والحشرات وغيرها من المخلوقات.

ومشكلة العقل البشري أن دماغه كبير الحجم، ويتمتع بمرونة ومطاوعة وقدرة كبيرة على التشكيل وإعادته، ونسبة الدوائر العُصيبية فيه تتزايد وتتناقص، حسب آليات تنشيطها وإخمادها.

وهذه الدوائر، كالأقطاب السالبة والموجبة، وتعاكسها في السلوك، فالسالب منها يجذب سالبا والموجب يجذب موجبا.

والسالب فيها خبيث والموجب جيد.

وقد تعلمت البشرية بالملاحظة كيفيات صناعة العقول السالبة والموجبة.

ولهذا تجد العديد من الأفكار مهيمنة على الوعي الفردي والجمعي، لأن أصحابها تمكنوا من تحفيز الدوائر العُصيبية، القادرة على جذبها وتعزيزها وترسيخها، بالسلوك المتكرر المقرون بالعواطف اللازمة لتقوية تلك الدوائر الجذّابة، الدافعة نحو ترجمة الأفكار المختمرة في أفلاكها إلى سلوكيات تزداد إمعانا بالتعبير عنها، وما يعنيها أن تنجز طاقاتها المخزونة فيها.

والمعادون لأي مجتمع يمكنهم تدميره بتحفيز تلك الدوائر في الأدمغة وتأهيلها للنيل من أبناء المجتمع، كما يحصل في الصراعات الطائفية والعرقية، وهي من نتائج تلك الدوائر السلبية الناشطة، حتى لترى أن الآخر لا يستحق الحياة، وعليها أن تجاهد لمحقه وتأمين سلامتها من شروره المتصورة.

وللدين المسيس دوره في تحصينها وتدريعها بما يحافظ على قوة دورانها، وإستحضارها للأفكار المعززة لسلبيتها وتدميريتها!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم