أقلام حرة

صادق السامرائي: يا أمّةً عَجِبَتْ مِنْ أهْلها الأمَمُ

صادق السامرائيلا توجد أمة في تأريخ البشرية أهلها أعداؤها كأمة العرب، ، تصفحوا تأريخ الأمم والشعوب، فلن تجدوا أبناء أمة كتبوا ضد أمتهم مثل العرب!!

تأريخهم، إبداعهم، أفكارهم،  كلها ذات نزعة إنتفامية منها.

ومنذ بداية القرن التاسع عشر، ونخبها بأنواعها مجتهدة بإرساء دعائم تدميرها، تحت شتى العناوين والشعارات والطروحات الإستهلاكية الإلهائية، المستوردة من الآخرين في معظم الأحيان.

رموز فكرية وثقافية وفلسفية  لم تقدم ما ينفع، وأمعنت فيما يقدح بوجودها، ومعظمهم يرددون ما يُقال عنها، ويعتمدونه مرجعا لأفكارهم ومقولاتهم.

ففي الأمة فلاسفة ومفكرون أكثر من غيرها، وما أوجدوا ما يدفعها للمسير نحو الأمام، وتأمين إرادة المواكبة، والتحدي لصناعة الحاضر والمستقبل.

وكلٌّ لديه مشروعه الذي أفنى عمره في تدعيمه والدفاع عنه ليبقى مطموراً في الورق.

تأملوا معطيات الفلاسفة والمفكرين، فستجدون فيها طروحات مبنية على إفتراضات خاطئة، ورؤى أجنبية مسوّقة تغش العرب، وتشوش رؤيتهم لذاتهم وموضوعهم

ويعتمدون فيما يدهبون إليه على مصادر وآراء مستشرقين يرون الأمور بمنظارهم وثقافتهم.

ويندر مَن درس الأمة بتأريخها، وتعرّف على مسيرتها ومصادر قوتها ومنعتها، وإنطلق منها لبناء وجودها المعاصر، إذ يحسب كل منهم وكـأنه لا ينتمي إليها، ويصدر أحكامه التعسفية وما يراه بعدساته المشوهة.

وما منهم نظرها بعيون روح الإنتماء، بل بفوقية وخيالية، وينشر أوهامه وتخيلاته عنها، ويرى أنها مشروع ونظرية، ومبادئ لأخذها إلى جادة ما يراه صوابا، والأمة على صواب، وهم الذين يحاولون إخراجها عن جادتها!!

فهل من غيرة حقيقية على أمة العرب؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم