أقلام حرة

صادق السامرائي: الإسلام دين بين الأديان!!

صادق السامرائيالوهم المبثوث في الوعي الجمعي عند المسلمين، أن دينهم هو الدين ولا غيره بدين، والدنيا فيها مئات الأديان قبل مجيئ الإسلام وبعده، فالأديان قائمة عند البشر منذ الأزل، ومضت في مراحل تطورية حتى إنتهت إلى ما نسميه بالديانات الإبراهيمية السماوية الثلاثة المعروفة، وآخرها الإسلام.

وعدد البشر الذي يدين بغير الإسلام أضعاف الذين يدينون بالإسلام، فلماذا يتصور المسلم أن لا دين إلا دينه، ولو سألت عامة المسلمين عن أديان البشرية لحملقوا بوجهك واجمين.

إن هذا الوهم له دوره المؤثر في صناعة التناحرات ما بين المتشابهات، والتي تكون أقسى وأمَر من التناحرات بين المتنافرات.

فالمسلمون يقتلون من بعضهم البعض ما لم تقتله أية قوة عاتية منهم عبر التأريخ، ولا يزالون في ذروة إقتتالهم وتماحقهم بإسم الدين الذي يدّعي كل منهم أنه يمثله، ويتجاهلون أن الأرض تزدحم بالأديان.

لو إستفاق المسلمون وأدركوا أن دينهم دين بين أديان عديدة لتبدلت نظرتهم لبعضهم، ولسادتهم الألفة والأخوة والحرص على سلامتهم وأمانهم، فهذا الإنغلاق ومحدودية النظر تتسبب بتداعيات سلبية متفاقمة بين المسلمين.

والعجيب في الأمر أن قادة الدين، يمعنون بتدويخ المسلمين بما يطرحونه من منطلقات تطرف وجحود لحقوق ووجود الأديان الأخرى، فيرى المسلم أنه الوحيد صاحب دين، مما يساهم في تعميق وهم إمتلاك الحقيقة المطلقة على مستوى الأفراد والجماعات، وبهذا تتألف المجاميع والطوائف والكينونات الجاهزة للدفاع المروع عما تراه وتعتقده، ضد المسلم الآخر!!

فالوعي الشامل الواضح لما يجري في الدنيا له إيجابياته، وقدراته اللازمة لبناء الكيان الوطني والمجتمعي القوي، الضروري لصناعة الوجود الأفضل.

إن إيهام المسلم بأن دينه هو الدين الوحيد نوع من التطرف الغريب، الذي يدفعه للتعادي مع أخيه المسلم، لتصوره بأن عليه أن يتميز بدينه عن المسلم، ويتناسى أن عليه أن يكون متميزا عن باقي الأديان، وأن يُظهر السلوك الطيب المحبب للدين بقلوب ونفوس الآخرين، وأن يتعامل بالتي هي أحسن.

فهل لرموز الدين أن تتحدث بصدق وإخلاص عن الدين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في المثقف اليوم