أقلام حرة

صادق السامرائي: اقتصاد الأقلام!!

صادق السامرائيالكتابة في مجتمعاتنا لا تكون مهنة يعتاش منها أصحابها، ولا يستطيع الكثيرون من حملة الأقلام القول : " نكتب لنعيش"، وإن حصل  فالقلم سيتحول إلى مطية للكراسي وسلاحا بيدها.

ومن الواضح في مسيرة الإبداع العربي، أن ما كُتب من شعر ونثر كان لأغراض إقتصادية، أو مكاسب مادية، بل أن معظم الكتب التي وردتنا مدونة، كُتِبتْ بعد أن أغدق ذوو السلطان على كاتبها أموالا كبيرة، والمأمون، حسب ما يُذكر، كان يعطي وزن الكتاب ذهبا لمترجمه أو لمؤلفه، وبذلك كانت الكتابة تغض الطرف عما يغيض السلطان.

ويصعب التفريق بين الشعراء المدّاحين المتسولين بشعرهم والكُتاب بأنواعهم، فلا أحد يجزم بأن الكتب التي وردتنا كانت دون أغراض إقتصادية.

علما بأن العديد من الكتب العلمية الرائدة كُتبت بتشجيع السلاطين وإغداقهم على الكُتّاب.

ومن المعروف أن الخليفة أبو حعفر المنصور كان من السباقين في تشجيع الترجمة والتأليف، وهو الذي أطلق تدوين السيرة النبوية التي بدأها (إبن إسحاق) بتوجيه منه.

وفي عصرنا هناك من يتكسب بكتاباته، وهذه الكتابات رغم جودتها وخبرة كتابها، فأنها ليست نزيهة وذات موقف، وتميل للذي يدفع لها كسوة الشتاء والصيف.

وتبقى الكتابات الحرة النزيهة قليلة، وتكابد الحصار وعدم التسويق، والتفاعل السلبي معها من قبل كتاب الكراسي، والمُعتاشين على الكتابة.

وهذا حال الأقلام منذ قديم الزمان، ولن يفوز في التحدي والصراع، إلا مَن أوتي حظا عظيما، وصبرا جميلا، وتواصلا شديدا، وإرادة ذات رسالة إدراك ويقين!!

و "ن.. والقلم وما يسطرون"!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم