أقلام حرة

ميلاد عمر المزوغي: هل يرمي النواب الدبيبة على قارعة الطريق؟

اتفاق الصخيرات سيء السمعة، والذي اسس لمراحل انتقالية اسهمت في انتشار الفساد، وعدم قيام الاجهزة الرقابية بدورها، بل تغاضت عن ذلك وساهمت في استفحاله، تجلّى ذلك من خلال قوائم الموفدون الى الخارج سواء للدراسة او العمل، وصلة القرابة التي تربط بعضهم بأناس متنفذون في (الدولة)، ناهيك عن كبار وصغار السن حيث قانون الدراسات العليا بالخارج يمنع ذلك.

تحول مجلس الدولة المنبثق عن اتفاق الصخيرات من مجلس استشاري استرضائي صرف، توصياته غير ملزمة، إلى غرفة تشريعية ثانية، بمباركة من القوى الدولية لأجل استمرار الازمة، وكذلك لوجوده في غرب البلاد حيث تخضع لسلطة الميليشيات الجهوية والمؤدلجة، كما يتواجد بها البنك المركزي الذي يراسه احد المحكوم عليهم بالفساد المالي قبل الثورة، فوجد مجلس النواب نفسه مجبرا على التعاطي مع الاعلى للدولة، علّ الوصول الى توافق معه يسهل الوصول الى انتخابات برلمانية ورئاسية.

بالأمس اعلن عن اتفاق الطرفين على خارطة طريق تمس النقاط الضرورية التي تساهم في حل الازمة وتبشر بإجراء انتخابات في الربع الثاني من العام المقبل، ولكن يتقبل الدبيبة والمساندين له ذلك وبالأخص الادارة الامريكية التي يتدخل مبعوثها في كل كبيرة وصغيرة والتشكيك في محاولة المجلسين لراب الصدع ولمّ الشمل، وعندما يواجه المبعوث الامريكي بالتدخل السافر فيا الشأن المحلي يدعي حرصه على الليبيين وتمنيه بعبورهم الى بر الامان وبناء الدولة.

والسؤال الذى يتبادر الى الادهان، ترى أي المشاكل التي تم حلها بواسطة امريكا ومن هم على شاكلتها؟ كافة مشاكل دولنا، ما اصطلحت امريكا على تسميته بالشرق الاوسط الجديد والتي عملت لسنوات على تنفيذه على حساب شعوبنا التي تم تشريد جزء منها ونهب خيراتها وبث الفرقة بين مكوناتها لتظل تحت سيطرتها، والاستفادة من الاموال التي تم تجميدها، أما بخصوص عملية (ايريني) لمراقبة حظر الاسلحة الاممية على ليبيا فان وجودها شكلي ليس الا فالأسلحة المتنوعة والمتطورة تتدفق وبشكل مستمر على الاطراف المتنازعة وكل شيء بثمنه بل مضاعف.

السيد الدبيبة يبدو انه مطمئن الى مركزه وغير ابه بتوافق المجلسين، وهو يطالب دائما بان يكون هناك دستور دائم يستفتى عليه الشعب والا فانه لن يسلم السلطة، خطوات تحسب على الخيرين من نواب المجلسين، وقد يكون عدم التوزيع العادل للثروة بين المناطق هو الشرارة لإجبار حكومة الدبيبة على التنحي حيث انه وخلال فترة حكمه التي جاوزت العامين تم صرف المليارات فيما ما لا يعني بمناطق غرب البلاد (مشاريع ترفيهية)، بينما لم يحظى شرق البلاد وجنوبها باي من المشاريع الاساسية.

وبعد هل يفلح النواب برمي الدبيبة، الخصم العنيد لهم على قارعة الطريق التي رسماها، لتكون بر الامان لشعب عانى ولأكثر من عقد ويلات الحروب والقتل والتدمير والتهجير واهدار المال العام، ليس لنا الا الانتظار وقد اعلن رئيس مجلس الدولة بانهم سيشكلون حكومة جديدة موحدة تتولى التهيئة والاشراف على الانتخابات، وفي حالة عدم امتثال الدبيبة (التسليم للحكومة الجيدة) لذلك فسيتم اتخاذ إجراءات أخرى.

***

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم