أقلام حرة

صادق السامرائي: الإستثمار العقلي!!

صادق السامرائيالإقترابات الخيباوية للمفكرين العرب ما أوصلت الأمة إلى طريق الحياة الحرة المعاصرة، بل زادت وجودها تعقيدا وتأسنا، فترسخت المشاكل التي وجدت فيها وتطورت، وإبتعدت عن الحل الناجع لها.

ذلك أنهم إقتربوا منها بسلبية وإحباطية ذات إبلاس شديد.

فهم ينظرون للأمة وكأنها العصف المأكول، ويبحثون في رماد رؤاهم وتصوراتهم، عمّا يبرر ويفسر هذا التصور المنكود.

والحقيقة التي يتقصدون إغفالها، أن الأمة ليست كما يريدون رؤيتها وتقديمها للأجيال، إنها كغيرها من الأمم تمر بمراحل متنوعة ومتعددة، ولا يمكن لأمة أن تقيم في أي مرحلة إلى الأبد.

فالأمة راقدة ولن تبقى كذلك، لأنه ينافي طبائع الأمور، وفيها طاقات فوارة متحفزة لصناعة الكينونة الأصيلة.

والمفكرون عليهم البحث في وسائل وسبل إستثمار طاقات الأمة وتحفيزها، لا تخميدها وإنكارها، والكتابة بمداد الدموع، وتسطير المراثي والبكائيات على الأطلال.

الأمة بخير وتشق طريقها الصاعد إلى مستقبلها، بقدراتها  رغم المعوقات والتحديات المزدحمة في دروبها.

ولهذا فالمطلوب من المفكرين الإبتعاد عن المفردات المعادية للأمة، والمحبطة لعزائم اجيالها، ولا بد لهم من إستحضار مفردات جديدة إيجابية فيها إقتدار إقدامي وثاب.

فمن واجب المفكرين أن لا يؤذوا أمتهم، بإظهار عجزها، والتنكيل بها، وإغفال ما فيها من عناصر القوة والنماء.

فعليهم الإستثمار في عقول أبنائها، وحثها على التواصل العلمي مع الحاضر، للوصول إلى مسارات المستقبل السامق المجيد.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم