أقلام حرة

صادق السامرائي: إبداع المرحلة!!

صادق السامرائيلنتساءل عن سمات ومميزات الإبداع في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، وهل قدمنا إبداعا متواكبا مع المرحلة، ومعبرا عن التحديات الفاعلة فيها.

وهل لا نزال نكتب بمداد القرن العشرين؟

لا أروم الجزم في إصدار الأحكام، غير أن السائد هو الطابع الهروبي، وكأن الإبداع من أضعف الإيمان.

لو تأملنا الإبداع بأنواعه من الشعر إلى الأغنية والقصة والرواية، وحتى المقالة والدراسة والبحوث، سنجد الهروبية صفة مشتركة ومميزة لها.

الهروبية بمعنى الإبتعاد عن المواجهة والتحدي، والتحليق في فضاءات إنقطاعية، خالية من الجرأة والإقدام والهجومية، المعززة بأدلة وبراهين ذات قيمة معرفية.

ولهذا تجد معظم الشعر إروتيكي الطباع، وبدأنا نكتب عن الجنس الآخر مثلما كنا في القرن العشرين، وإبتعدنا عن المواجهات الفكرية، وتحقق تغييب واضح للوطن والوطنية والأمة والعروبة في الإبداع، وأعْتُمِدَت رؤى وتصورات الآخرين مستوردةً ومستنسخة ومترجمة.

فالإنتاجية الإبداعية تكاد تكون خاوية، إلا من نصوص تسعى للموت في كتاب.

فأين الجرأة في الطرح؟

أين الإرادة الإبداعية الحرة المطلقة؟

أين التحدي والإصرار والسلوك الإبداعي الرسالي؟

وهل تمثلنا المرحلة وأبدعنا ما يساهم في تأمين نقلة نوعية ذات قيمة حضارية؟

تساؤلات كثيرة وأجوبتها في غياهب جب المجهول.

فكأننا نخشى من المباشرة ونتلثم بالغموض والإدغام، ونمعن بالتحليق فوق الآجام، ونأبى أن نرى الحقائق عارية، ولا نكتب بمداد الحق والحقيقة، فالمكتوب فيه الكثير من الغش والرياء والمحاباة، والدوافع والنوازع الإرتزاقية، والإرضائية لأمّارات النفوس الفاعلة في الأقلام.

فهل من الشجاعة الإبداعية أن نتواصى بالهروبية؟

وهل من قيمنا أن يكون الذل والفساد قائدنا؟!!

فمن سيجتهد بالجواب؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم