أقلام حرة

صادق السامرائي: الأغاني النفسية!!

صادق السامرائيتسود الواقع العربي موجة متواصلة من الأصوات الشجية بأنواعها، ولها تأثيراتها في النفوس، وعلى مدى عقد من الزمان  أو أكثر، تكررت البرامج المولدة للأصوات المتميزة كبرنامج "ذا فويز" وغيره، حيث يقوم نخبة من المطربين المحترفين بإختيار نماذج صوتية ذات قيمة فنية وغنائية واعدة، وتسببت هذه البرامج بشهرة عدد من الأسماء الناشئة.

ويبدو أنها تلبي حاجة الأمة، للتعبير عن طاقاتها المكبوتة، أو المبددة بإتجاهات عشوائية، وعليه فلا بد من الإستثمار الإيجابي بالمواهب الغنائية، ووضعها على سكة التواصل الحضاري المقدام.

مما يتطلب إنتباه المطربين المحترفين والملحنين وكتاب النصوص الغنائية إلى ضرورة العمل الجاد، للتوفيق بين الكلمة واللحن والأداء، لإخراج رائعة غنائية ذات تأثير إيجابي في النفس العربية.

فهناك العديد من النصوص الغنائية الرائعة، التي ما حظيت بلحن يتوافق مع جواهر ما فيها، ولا بأداء يستوعب مكنوناتها.

فالمطلوب صياغة النص الغنائي بمفردات إيجابية متفائلة محفزة لطاقات الخير والجد والإجتهاد، وألحان تتناسب معه، وأن يكون الأداء منطلقا مما فيه من رسائل إنسانية كامنة.

فالأغنية لها دورها في الحياة العربية المعاصرة، وطغت على دور الشعر، فالشعر المُغنى هو المرغوب، وما عاد للشعر دور مهم بلا غناء، وهنا يبرز دور الشعراء، الذين عليهم أن يتحرروا من أغلال القصائد العدوانية الخيباوية العويلية، التي تجلد الذات والموضوع، وتسفه معاني الحياة، وتتغنى بالموت، والواقع العربي يريد أشعارا تُغنى، وتتغنى بالقدرة على صناعة الحياة، وبناء الحاضر الأرقى والمستقبل الأجمل.

فهل ستتفاعل الكلمة واللحن والأداء لصناعة واقع إنساني زاخر بالقدرات الواعدة، في أمة الثراء الحضاري والإبداع الأصيل.

أيها المطربون إنه دوركم ورسالتكم، فانتقوا كلماتكم، وأبدعوا ألحانكم، وقدموا روائع أدائكم على مسرح القلوب النابضة بإرادة الحياة الحرة الكريمة!!

 

د-صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم