أقلام حرة

صادق السامرائي: العقل بين الإهمال والإعمال!!

صادق السامرائيالظاهرة الفاعلة في الواقع الثقافي والفكري تركز على إعمال العقل في النص الديني، ويمعن المفكرون والفلاسفة والمهتمون بشؤون الأمة وقادتها بهذا الموضوع، وبعضهم صار يستدعي إبن رشد لحل مشاكلنا المعاصرة، لأنه قد أوضح أن للنص الديني معنى ظاهري وباطني، والأخير بحاجة لتأويل وإعمال العقل لإستخراج المعنى الكامن والمتوافق مع النص.

وكأن أوربا لم تأخذ من فكره إلا هذا، بينما هو أرشدها إلى طاقة العقل ودوره في صناعة الحياة الأقوم، والمستقبل الأرحب.

وكأن أبناء الأمة لم يُعمِلوا عقولهم في النص الديني، وبسبب ذلك تولدت الفرق والجماعات والطوائف، وكلٌّ يرى ما يراه، وبإختلاف العقول تباينت تأويلاتها وتصوراتها.

ومنذ القول بخلق القرآن، وحتى اليوم ، تسبب إعمال العقل في النص الديني بفقدانه لدوره وجوهر معناه، ولو كان له معنى آخر، لتبين ذلك في وقت التنزيل، ولسمعنا عن التأويلات من الذي أوحيَ إليه القرآن.

فهل كل تأويلٍ صحيح؟

التأويل نشاط نسبي لا يعرف الثبات، لأن العقول مرآة مكانها وزمانها.

إن إعمال العقل فقط في النص الديني، وإهماله لميادين الحياة الأخرى كارثة حضارية مروعة، لما ينجم عنه من إنقسامات ومنازعات وصراعات مريرة.

فلماذا لا نُعمِل العقل في مواجهة التحديات بأنواعها؟

العقول معطلة في المواقع التي يتوجب عليها العمل فيها، ومنشطة في مواضع عبثية خاوية، تتسبب بتداعيات خسرانية.

هذا نمط السلوك الفكري والفلسفي والإجتماعي والسياسي (إن وجد) في ديارنا، فإعمال العقل يجب أن يكون في جميع أنشطة الحياة، ولا يقتصر على زاوية ضيقة خانقة، تتحول إلى مشجب لتعليق أسباب الفشل والهوان.

فهل لنا أن نُعْمِلَ العقل في حياتنا بأسْرها؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم