أقلام حرة

صادق السامرائي: التأويل والتقتيل!!

صادق السامرائيقد يستغرب الكثيرون إذا قلت أن التأويل للنصوص الدينية تسبب بقتل الملايين من المنتمين للدين.

التأويل هو السبب المباشر الفاعل في نشوء المذاهب والفرق والجماعات المتمترسة بتأويلاتها للنص الديني، إلى درجة إعتبار ما تراه هو الدين القويم، ومَن لا يتبعها من أهل الدين ذاته، يكون من الخارجين على الدين ويتحقق تبرير محقه، ويُحسَب ذلك  من متطلبات الدين المستقيم والإيمان العظيم.

التأويل هو القوة السالبة الفاعلة في الأديان، وكأن أصحاب النصوص الدينية الكتابية وغيرها، لا يجيدون التعبير عن الفكرة الموحاة إليهم، وأن الكتب السماوية الرئيسية (التوراة والإنجيل والقرآن)، طلاسم وليست بلغات أقوامها، وعلى مَن يدّعي ما يدّعيه، أن يؤول ويرى ما يرى، وعلى الآخرين الذين يحسبهم جهلة أن يتبعوا وينفذوا أوامره.

وفي الإسلام لعب التأويل دوره المدمر للدين، حيث تجدنا أمام طوابير من المؤولين الداعين إلى ما يسمونه بالتجديد، وأن النص الديني عليه أن يؤوَّل وفقا للعصر الذي يكون فيه.

وكأنهم يريدون القول بأن الدين عليه أن يتغير، هذا الدين السهل الواضح البسيط عقدوه، وحولوه إلى مستحيل على الفهم والإدراك، وكلٌ يؤول على شاكلته ويريد الآخرين أن يتبعوه.

فليؤول مَن يؤول كما يرى، فالعلاقة ما بين العبد وربه، والعبد مسؤول عن وعيه ومعرفته وما يدركه من الدين، وليس من واجبه أن يطلب من الآخرين، أو يرغمهم على إتباع ما توصل إليه من تأويل.

فالقرآن بلسان عربي فصيح، ولا غموض فيه ولا إلتباس، فلماذا يمعن المؤولون بتعقيده، وتصعيب الدين وتعسيره إلى حد لا يمكنه أن يكون دينا.

أي أن معظم المؤولين قد حولوا النور إلى نار فاحترق أهل الدين بدينهم، وكأن ربهم ليس الواحد الأحد، وكتابهم ليس القرآن.

فإلى متى تبقى الأمة متشظية منقسمة بمِدْياتِ التأويل، التي تشحذها أدوات العدوان على الدين؟!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم