أقلام حرة

صادق السامرائي: تحت خط العقل!!

صادق السامرائيهل نحن نتحرك فوق العقل أو بالعقل أم تحت العقل؟

السؤال ليس غريبا لكنه يفرض نفسه، وما يدفع إليه ما يدور في بعض المجتمعات من تفاعلات، لا تعرف العقل لا من بعيد ولا من قريب.

والسبب واضح وتريده جهتان، أولهما الكراسي وثانيهما تجار الدين الحافين حولها!!

فالكراسي لا تريد شعبا متفاعلا بعقله، وإنما معطل العقل، يؤدي مراسيم السمع والطاعة، ويتبع ويخنع، لتتنعم بالفساد وتعمل ما تشاء دون رقيب.

 أما تجار الدين، فهمهم أن تتوجه الأنظار إلى تحت الحزام، ومعظم الفتاوى منحصرة هناك، ولا تريد أحدا لديه رأس فيه دماغ عليه أن يعمل، فيدعون لتأجيج الرغبات والإنفعالات، وتعزيزها بما ينتقونه مما يسمونه دين وفقا لأهوائهم.

فالكراسي وتجار الدين متكافلين للحفاظ على الربحية والغنائم، وهدفهم  تجهيل الناس وإطلاق توصيفات الرعاع أو العوام عليهم، أي أنهم جهلة ولا يحق لهم غير التبعية والتبرك بالكرسي والمنافقين من حوله.

وهذه لعبة قديمة جديدة، مارستها الكراسي على مرّ العصور، وكأن إستعباد الناس يتحقق بهاتين الإرادتين المغرضتين، المعبرتين عن نوازع النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء.

والعجيب أن البشر لا يتعلم، والأجيال لا تتعظ وتسير على خطى آبائها، فلا تعتبر مما جرى لها ويجري عليها من سوء المآل وتدهور الأحوال.

والأعجب أن البشر يستلطف تعطيل عقله، وإطلاق غرائزه وإنفعالاته، لأنها تشعره بحرارة وجوده أكثر مما يبثه فيه العقل الفاعل.

فتجد أعداء العقل في المجتمعات لهم أتباعهم ومريديهم، وما أكثر الذين يهربون من صوت العقل وعطاء العقلاء ورؤيتهم للأمور، لأنه يكلف جهدا وخروجا عن المألوف، وربما سباحة ضد التيار، وإنحرافا عن سلوكيات حشر مع الناس عيد.

فهل من قدرة للتسلق إلى حيث الرؤوس، بدلا من الإنزلاق لما دون الأحزمةا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم