أقلام حرة

صادق السامرائي: كباب وكتاب!!

صادق السامرائيكان لي زميل منشغل بتأليف الكتب، ويبذل مالا بطباعتها، وإصدارها، وتأتيه بكارتونات من المطبعة، ولا يبيع منها كتابا واحدا، وفي كل مرة يهديني منها كتاب.

وذات مرة سألته: ماذا تفعل بهذه الكتب؟

فقال: أكدسها في البيت!!

فقلت: لماذا إذاً تؤلفها؟

قال: لكي أثبت بأني خبير في الموضوعات التي تناولتها في كتبي!!

وما وجدتُ كتب زميلي قد نفعته بشيئ أو سوقته على أنه خبير!!

فهل فقد الكتاب قيمته ودوره في حياتنا المعاصرة؟

تذكرت هذه الحالة في خضم  الإصدارات لكتب لا تجد لها مكانا فوق الرفوف، بل تندس في ظلمات المخازن وغياهب الإهمال والنسيان.

فلكي تصف نفسك بالشاعر عليك أن تتسابق لإصدار دواوين لا يقرؤها حتى أنتَ!!

ولتقول بأنك كاتب، تباهى بإصدار كتاب!!

وقس على ذلك العديد من الحالات التي أوجعت رأس الثقافة وطيَّشت المعرفة، وأطاحت بالأدب واللغة، فما دام الجميع يستطيع أن يضرب بأصابعه على "الكي بورد"، فهو كاتب وشاعر ومفكر وفيلسوف وخبير ولا نظير له في الدنيا.

فعن أي ثقافة وإبداع  نتحدث؟

هل أصبحنا نبهذل عقولنا بالكلمات؟!!

إنها حيرة أعان الله عليها أجيال عصرنا المبتلين بالغثيث السقيم، وربما سيفقدون القدرة على التمييز بين الكباب والكتاب!!

فهل من قلم غيور رشيد؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم