أقلام حرة

مفهوم الهشاشه الاجتماعيه مفهوم نسبي

فاضل الجاروش مفهوم الهشاشه الاجتماعيه مفهوم نسبي، فكيف نستطيع أن نُقرر أن الاُسره في مجتمع بعينه تعاني من الهشاشه؟

اذن نحن أمام قضيه تحتاج إلى تعريف ومعيار يتناسب مع هذا التعريف حيثُ أن معيار قوة أو ضعف التماسك الأسري يختلف من مجتمع إلى آخر ومن بيئة اجتماعية واخرىٰ، فما يُعَدُ قوةً في مجتمع ربما يُحتَسَب ضَعفاً في مجتمع آخر.. وذلك فيه امثلة متفاوتة بين مجتمع الريف والمدينة مثلاً وبين المجتمع المحلي في المُدن ذات الشكل الواحد وبين المجتمعات المختلطة أو لنقل الهجينة والتي تتميز بها المدن الكُبرىٰ والعواصم على وجه التحديد ..

وبين مجتمع بلد مثل العراق الذي تقع الكتلة السكانيه قرب الأنهار وفي السهول وبين مجتمعات البحر المتوسط مثلا حيث أن هذا النوع من التجمعات السكانية لابد لها أن تكون متلائمة مع البيئة التي تحدد شكل الأعمال والموارد مما يؤدي إلى الشكل الاقتصادي الذي يؤثر على الفعل الاجتماعي والثقافي ومن ثم التأثير على الشخصية الاجتماعية وارتداداتها على الاسرة اقتصاديا من حيث شكل المردود الاقتصادي للاسرة بحسب ظروف العمل المرتبطة بتلك العوامل.

الأمر الآخر هو الخلفية الدينية وتأثيرها التاريخي التراكمي على بناء البيئة الاجتماعية وتأثيرها على الاسرة .. وبناءا على ماتقدم فأن الدين والاقتصاد يُعتَبَران عاملان أساسيان في خلق بيئة صراع أو بيئه لا تعاني من الصراعات بحساب أن الإنسان بطبعه يكون منضبط بالاطمئنان ومُستَفَز بالخوف .. فأن كان يعيش في بيئة صراع اقتصادي ديني فأنه سيكون مُستَفَزا للدفاع عن مصالحه في المجالين الديني والاقتصادي وهذا مايحدث عبر التاريخ في البيئة العراقيه من صراعات حول الموارد ومنها الاحتلالات الخارجية لهذا البلد طمعا فيه وصراعات تأخذ طابعا دينياً

من هنا فإن المجتمع العراقي والأسرة العراقيه بالنظر إلى ما سُلِط على هذه الأسرة عبر التاريخ وبحساب النسبية فإنها من اكثر الأُسر صلابةً. فالهشاشة هنا تُحتَسب على مقدار الضغط المُسلط وكم من الزمن استطاعت هذه الأسرة أن تحافظ على هيكليتها ولا يمكن النظر إلى نتيجة تبدو هشة دون النظر إلى مايُماثلها من التجارب الانسانيه ... وحساب مستوىٰ ما تعرضت له تلك المجتمعات ومقارنتها بالتجربة العراقيه.

لكل ذلك فإن الاسرة العراقية حد فهمي هي من أكثر الاُسر تماسكاً بحساب النسبيه.

 ***

فاضل الجاروش

 

في المثقف اليوم