تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

القيادة بالعمل وتنشئة المجتمع

الإدارة الناجحة غالبًا ما يتم إثرائها بالتعليم والتدريب والخبرة، وقد يسأل البعض هل الادارة علم ام فن ام مهنة، للحقيقة هي تجمع الاثنين معاً ولذلك نجد أن الصين تحارب بالإنتاج والإبداع، والإنتاج نشأ من تربية المجتمع على قيم العمل لا قيم الرفاهية، ونشأ الإنتاج أيضاً من الحاجة. ونشأ الإبداع من احترام والاهتمام بالتعليم. وعندما سئل «تيم كوم» رئيس شركة أبل «لماذا تصنعون هواتفكم الآيفون في الصين؟» قال «إن الاعتقاد أن اختيار الصين بسبب رخص الأسعار هو اعتقاد خاطئ، 'اذ لا يوجد أي مكان في العالم به عدد المبرمجين (حوالى مليونين) الذين يعملون في نظام IOS مثل الصين بالإضافة إلى عدد كبير من العمالة الماهرة في نقطة التقاء العمالة الفنية والمبرمجين وعلماء 'و يجب ألا يمتلك المدير القدرات اللازمة للقيادة في الإدارة الناجحة فقط، بل يجب أن يمتلك أيضًا مجموعة من المهارات الأساسية المكتسبة من خلال الوقت والخبرة والممارسة، وينطوي فن الإدارة على تصور رؤية لكل منظم تم إنشاؤه من أجزاء فوضوية والتواصل وتحقيق هذه الرؤية و، الادارة علم وفن لأنها تنظم المواهب البشرية وتستخدمها هي حجر الأساس لتقدم مختلف القطاعات وذلك لأنها تعين المجموعة على إنجاز أهدافها بالشكل الذي يحقق النتائج المرجوة ويضمن لها التقدم على غيرها، تعدّ مهارة إدارة الوقت من المهارات التي يجب إتقانها في الإدارة الناجحة، ولتتقن هذه المهارة يجبن الالتزام بجدولة المهام المراد إنجازها من قبل الفريق وتحديد الزمن المناسب لها، ووضع خطة يومية، والبدء بإنجاز المهام بحسب أولويتها، والأخذ بعين الاعتبار أهمية توفير وقت كافٍ لحل المشكلات التي يواجهها العاملين وتقديم التوجيه المهني لهم بما يساعدهم في النمو الوظيفي لهم، كما يمكنك التعاون مع الموظفين في وضع إستراتيجية مناسبة لإكمال أيّ مشروع ضمن الوقت المخصص له، وممّا يساهم في تنمية هذه المهارة لديك: تجنّب تعدد المهام سواءً لك أو لموظفيك، وعدم تأجيل أي مهمة مُجدولة أو المماطلة بأدائها.

ومن اول العلامات الوفاء للعمل وهو واحد من تلك الصفات التي بدونها سيكون العالم مكانا غير مستساغ إلى حد كبير، والمثابرة على الاستمرار في أن نكون أوفياء ومخلصين، هي تأكيد بأن لحياتنا معنى في النهاية، وهي الصفة التي تحدد ما يجب أن نفعله أو لا نفعله، ولأننا كائنات أخلاقية فإن الوفاء بآدميتنا وفي سبيل ذلك تتحمل الرئاسة الإدارية الكثير من المسؤوليات اذا ما كانت وفية لعملها والوفاء بمعانيه من حفظ للعهود والوعود، وأداء للأمانات، واعتراف بالجميل، وصيانة للمودة والمحبة، هو الإخلاص أو الولاء، ومعناه الأصلي هو الواجب المتصل بالولاء والإخلاص، وفي أسواق المال في مدينة لندن تم استخدامها تقليديا بالمعنى المشمول في الشعار ” كلمتي هي ميثاقنا “، فالوفاء بالكلمة ووعود المرء، وعهده إلى الله أمرا في غاية الأهمية، وهذا يجب أن يكون واضحا، لأننا نعيش في زمن الخيانة الجماعية، والذي يتم فيه نقض العقود، فلا يتم ممارسة الخيانة الزوجية في الزواج فحسب، بل في مختلف العلاقات الأخرى بين الناس، ولهذا نجد أن الطلاق يزداد يوما بعد يوم، فلقد تخلى العديد من الرجال والنساء المتدينين عن التزامهم الدائم ووفائهم .

هناك العديد من الخطوات التي تسير ورائها االقيادة الناجحة لتحقيق أهداف المشاريع ومن اهمها، استغلال الوقت بشكل صحيح، وذلك بالإعتراف بأهمية الوقت وضرورة المحافظة عليه فلا يمكن ألأي مجموعة عمل ان تنجح دون أن تكون مدركة جيداً لأهمية الوقت وتعرف جيداً كيف تستغله في انجاز أهداف المؤسسة، واي مجموعة في اي مؤسسات اذا عرفت كيف يمكن إنجاز الوظائف والمهام قبل الوقت المحدد تنجح في الادارة، وهذا يعتبر أحد أهم أسرار تقدمها على غيرها، يجب الإبتعاد عن التعسف في تنفيذ قواعد، وقوانين المشروع كما يحدث في بعض المؤسسات لأن الأسلوب التعسفي والتقييد باللوائح البيروقراطية يقضي على روح الإبداع والإبتكار، ولكن من الأفضل ان تعد القوانين وتتغير بين حين وآخر لتواكب التطور والتقدم بجانب ذلك من الضروري فتح باب الحوار البناء مع العاملين بالمؤسسة، تقبل الفشل دون تعقيد لان المؤسسات التي نجحت في التقدم على غيرها عانت في الفشل في بداية الطريق، ولكنها عرفت كيف تحول فشلها إلى نجاح وذلك بفضل المدراء الذين وقفوا لدعمها، وإدارة الأزمات والمواقف الصعبة التي تعرضت لها المؤسسة أو المنشأة بشكل صحيح، والمسؤول الاول عليه أن يجعل كل فرد يعمل بالتخصص في المجال المناسب لمؤهلاته، ومهاراته ويمكن أن يقوم المدراء بتشكيل فرق عمل، ويخصص لكل فريق مهام محدد، ويحفز كل فريق على انجاز ما هو مطلوب في الوقت المحدد له ولا مانع من مكأفأة الفريق الموهوب

***

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

 

في المثقف اليوم