أقلام حرة

صادق السامرائي: الإنجازات العظمى في الإسلام!!

إنجازات أمتنا كبيرة في ميادين الحياة، فمنذ فجر الإنطلاق ومعطياتها الإبداعية شملت ما أدركته العقول ووعته الأفهام، وإستحضرته من فضاءات الخيال.

فالكتابات التي وردتنا متنوعة وفي موسوعات، والأحداث ذات تراكم هائل، والقيل والقال تطغى في الآفاق، وكل يرى ما يرى ويقرأ بمنظار ما فيه، ومن النادر أن تجد ما هو موضوعي ومعقول، ويبحث بصدق وإخلاص عن الحقائق والمعارف الأصيلة.

فالذين كتبوا خلطوا بين مداد ما فيهم والحدث الذي يتفاعلون معه، فلا يوجد ما هو نزيه تماما.

والأجيال غرقت في دوامات قال فلان وذكر فلان وروي عن فلان، وتبقى الحقائق الوهاجة ساطعة بين الركام.

وتبقى الإنجازات الكبرى التي أرست دعائم خلود الأمة فوق التراب، وسأتناولها بإقتضاب وتكثيف لأنها بحاجة إلى دراسات مطولة، وهي:

أولا: جمع القرآن

أول من جمعه أبو بكر الصديق (11 - 13) هجرية، ومن ثم عثمان بن عفان (23 - 35 ) هجرية، الذي حرره ووضعه في كتاب إستسخه ووحده ووزعه على الأمصار.

ثانيا: تعريب الدواوين

قام بهذه المهمة عبد الملك بن مروان (65 - 86) هجرية، فنشر العربية، وأمّن التفاعل الواعي مع القرآن

ثالثا: تنقيط وتشكيل القرآن

وقام بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي (41 - 95) هجرية، فكلف نصر بن عاصم الليثي و يحيى بن يغمر كما يُذكر.

رابعا: التدوين

الذي أطلق شرارته الجادة أبو جعفر المنصور (136 - 158) هجرية، وبلغ ذروته في زمن حفيده المأمون (198 - 218) هجرية.

هذه الإنجازات الأربعة الخالدة حفظت الإسلام، وصانته من الضياع والإتقراض، ولولاها ما دام في ربوعنا إسلام كما عليه الآن.

أما الأحداث والصراعات بأنواعها فأنها سياسية سلطوية بحتة، ويحاول الكثيرون إضفاء سمة دينية عليها، إنها صراعات غابية على الكراسي لا تعرف دينا.

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم