تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: هل يقرأ العرب؟!!

قال مَن قال قبل عقود وعقود "أن العرب لا يقرأون". ومضينا نردد هذه الفرية التي نطق بها لسان معادي للعرب، واليوم تردني رسالة مفادها لقد صدق فلان حين قال " أن العرب لا يقرأون"!!

والسؤال: هل توجد إحصائيات مؤكدة عند أصحاب هذا القول بأن العرب لا يقرأون؟

معارض الكتب في دول العربية تتواصل، وتجد الناس تتوافد إليها، فلماذا نبقى متمسكين بمقولة أعداء العرب؟!!

الواقع يشير إلى أن العرب يكتبون ويقرأون أكثر من السابق، بفعل وسائل التواصل الإجتماعي، التي تتطلب المهارتين، والإقدام على شراء الكتب لا يزال في مستويات جيدة بالمقارنة إلى مجتمعات الدنيا.

العرب أمة كتاب، والقرآن كتابهم الذي يتوجب عليهم قراءته ليكتمل إيمانهم، والقراءة قد تعني الإستماع، فكما هو معروف في حاضرنا إنتشار الكتب المسموعة، والسماع كالقراءة، وأنا من هواة الكتب المسموعة، فهي تقدم مختصرات ومعلومات مكثفة ذات قيمة معرفية، ويمكنك أن تستمع لأكثر من كتاب في اليوم، حسب ظروفك.

قد يختلف الكثيرون معي، وأختلف مع نفسي، لأني كنت متوهما بأن العرب لا يقرأون، بينما الواقع يشير إلى غير ذلك، ومن خلال الملاحظات البسيطة، وما تبدو عليه التفاعلات عبر وسائل التواصل، والتي تشير إلى أن الوعي والثقافة العربية قد تنامت، والقراءة هي الأخرى تزايدت، وبضاعة الكتاب ليست كاسدة كما يُروجه أعداء الأمة.

والذين يقولون أن العرب لا يقرأون عليهم أن يقدموا إحصائيات رصينة، وليست تخمينية ومبنية على معايير غير صحيحة.

ولا ننسى أن أنظمة الحكم لا تشجع على القراءة لأنها لا تريد مواطنا واعيا، وتستعمل التجهيل للسيطرة على الناس والتحكم بحياتهم، وبحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الطبيعية.

لكن العرب يقرأون وسينطلقون بقدراتهم العقلية ويتحققون، رغم التحديات والكراسي المناوئة لوجودهم العزيز!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم