تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: المفكرون متطرفون!!

ربما سيستفزكم العنوان، لكنه حقيقة فاعلة في مجتمعاتنا منذ عقود وعقود، ولا تزال مؤثرة ومدمرة ومعضّلة للتحديات والمشاكل والأزمات.

فما أكثر المفكرين والفلاسفة، وما أبعد الحلول والمقترحات العملية عن الواقع المعاش.

فالجميع يُنظّرون، ولكلٍّ مشروعه الذي يقيم فيه، وكأنه يقبض على الحقيقة المطلقة من عنقها، وأوجد الأجوبة على الأسئلة، وغيره باطل ولا يصلح مشروعه للعمل.

ولا يوجد مفكرون متفاعلون بإيجابية، بل يمارسون تصارعات إستنزافية تسمى نقدية، وما قدّموا ما ينفع الأمة.

إن التمسك بمفهوم المشروع إضطراب سلوكي وفكري، وتعبير عن التطرف والغلو، والإندساس في الذاتية، والتخندق في أوعية الرؤى، التي إستحضروها دون قدرة على المفاعلة، والتواصل مع العقول الأخرى.

فلكل مفكر وفيلسوف مشروعه المطمور في كتاب ينام على رف الإهمال والإغفال، لأنه لا يصلح لشيئ إلا كما يرى صاحبه الغارق في خيال اللحظة.

عند متابعتك لأحاديث وكتابات المفكرين والفلاسفة من أبناء الأمة، لن تجد غير التصورات المولودة من أرحام الخيالات، وكأن أصحابها يقفون على التل ويكتبون ما ينعكس في مرآة عقولهم، أو كسكان كهوف فلاسفة اليونان الذين يتوهمون الظلال المتحركة على الجدران هي الحياة الفاعلة في الواقع.

ولهذا فازوا بالفشل، ولا يزالون يكررون ذات الآليات الإقترابية من التحديات، وما أحضروا ما ينفع ويساعد على البناء والإنطلاق.

وبموجب ذلك أنكرتهم الكراسي، لأنهم مصدر تدويخ وتعقيد، ولأن الأمة ما إستطاعت إنجاز مشروع يفيد وفقا لرؤاهم.

تلك حقيقة مريرة، فالأمم بمفكريها، وأمتنا يدمرها مفكروها، ويدفعونها إلى الوراء.

ومعظمهم يبررون ما هو قائم، بما هو غابر، ويدعون الأجيال لإستلطاف واقعهم الشديد، ولسان حالهم يقول: " ليس بالإمكان خير مما كان"!!

فهل أصاب المقال أم إفترى؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم