أقلام حرة

صادق السامرائي: المآرب والمثالب!!

يتكلمون في المواقع المتلفزة والمنابر بأنواعها على وزن "لغاية في نفس يعقوب"، والبعض يرى أن "المعنى في قلب القائل"، والبينة التي لا تقبل الشك، أنهم يسعون بمَن يخاطبونهم إلى جحيمات سقر، أيا كان شكلها وتداعياتها.

وهذا ديدن الكلام الطاغي على وسائل الإعلام، منذ أن "كام الداس يا عباس"، واختلط حابلها بنابلها، وتلاحت الناس مع الناس.

فويل للناطق بالحق، والمناهض للباطل، لأن الضمير عاطل، والجمع غافل، والقابض على المصير جاهل، والطريد العاقل، وكل من عليها آفل!!

سمعت مناديا ينادي أن حي على الفساد، يا أيها العباد، فالغنيمة البلاد، والفتاوى تبرر المراد، فاشتهي كما تريد، فأنت القائد والمُقاد.

وما أكثر الأقلام التي تكتب بحبر المثالب، ولديها أسوأ المطالب، وتدافع بنفاقها عن أولياء التداعيات والمصائب، وإياك أن تسألها عمّن سيُحاسَب، فهي الضحية والجلاد، والحاكم والمحكوم، وغيرها منبوذ ومرجوم.

قالت النوائب إياك أن تطالب ، في عالم المآرب، غاياته تبرر المكاسب، وتُحضِر المصائب، وترهن الجموع في خانة الأرانب، وتولي عليها القرود والثعالب، وتناشدها أن تدين بالتكالب، وتشرع الأبواب للتابع الخائب.

أيامكم شديدة، ذنوبكم عديدة، عواقبها فريدة، من بدع السلطان، القاهر المنان، يحتقر الإنسان، في باحة الميدان، ويجلب النواكب، وكلها تراقب، والناس تستغيث، من حاكمٍ خبيث، قائده العدوان.

يا حضرة الكتّاب لا تطرقوا الأبواب، لا تشربوا الأنخاب، والناس في نحيب!!

فئرانها تأسدت، وقطة تعثرت، بصيدها اللعين، وانتبهت لفأرةٍ تنهرها!!

عسيرها تعاظمت أركانه، ويسرها قريب!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم