أقلام حرة

سراب سعدي: المراهقة وتأثيرها على شخصية الشباب

يمر الإنسان بمراحل نمو مختلفة ومن خلالها يتأثر بالمحيط الذي حوله وتبنى شخصيته التي سيتعامل وفقها مع الآخرين ولكل مرحلة أهمية كبيرة في تشكيل هذه الشخصية، فتبدأ من الطفولة والتي تعتبر النواة الأولى للفرد فمن خلال الاستقرار النفسي والعاطفي للطفل سيجعل من شخصيته تتبلور بشكل واضح فسن الطفولة يحتاج إلى عناية كبيرة من قبل الأبوين واستعمال العقل والعاطفة ضروري في هذه الفترة، فلا يُحبذ مثلاً تدليل الطفل أكثر من الازم وأيضاً عدم إهماله عاطفياً من خلال الحديث معه وتعليمه أمور حياتية كثيرة وكذلك الاهتمام بالجانب التربوي، وخلال هذه الفترة سنهيئ الطفل للوصول الى أصعب مرحلة في حياته وهي مرحلة المراهقة (والتي هي محور حديثنا اليوم).

و تبدأ المراهقة من عمر عشرة أعوام تقريباً، تعتبر وفق تقرير منظمة اليونيسيف في أنها مرحلة حرجة جداً في حياة الإنسان وذلك لما يصاحبها من تغيرات هرمونية وجسمانية فتجعلهم يشعرون بأنهم بالغون ويستطعون التعامل مع كل ما يواجههم من مشكلات وهذا أمر خطير نوعا ما.  فهم لا يميزون بين الصواب والخطأ ويجعلهم يطلبون المشورة من أشخاص  غير مؤهلين لإعطاءهم النصائح وربما يكونون أكثر حاجة منهم للدعم والمساندة، والسؤال المهم هنا كيف نتعامل مع المراهقين في هذه الفترة ؟ إن أهم ما في الأمر هو فهمنا لما يحتاجه المراهق ومن خلال فهمنا سنجد الحلول بكل تأكيد ولعل أهم الأمور التي تثير المراهقين هو تصورهم بأنهم بالغين وأن لا أحد يفهمهم لذلك من الواجب على الآباء إختيار أوقات معينة ومناسبة للطفل المراهق والاستماع لكل ما في خاطره من افكار والمناقشة معه بطريقة عصرية ومناسبة حتى لا يبحث المراهق عن أشخاص آخرين ويثق بهم بدلاً من الأبوين الذين يكونا أكثر حرصاً على أبنائهم من غيرهم . أما الأمر المهم الآخر فهو يتمثل في جعل الطفل المراهق يشعر بأخطائه وتبين عواقب تلك الاخطاء ومن الامثلة على ذلك مثلا ترك أصدقاء السوء وما سيحصل له عند تركهم من (نجاح والوصول إلى الأهداف وووو.... الخ) .كذلك يحتاج المراهق إلى نوع من الإهتمام مثل مدحه بشكل غير مبالغ فيه، وبنفس الوقت الحرص على عدم توجيه الأوامر له وإنما يكون بشكل طلب بطريقة لطيفة وكذلك عدم توبيخه على أقل خطأ يقوم به فبعض التجاهل مهم أيضاً . المراهقة فترة من فترات العمر لكن أكثر شيء مهم فيها هي إنها تعتبر البداية لنجاح الفرد وتكوين شخصيته فوجب علينا الإهتمام بها والتنبيه عليها من أجل السمو ونشأة جيل واعٍ وناجح.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم