تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

بديعة النعيمي الحرب على غزة (94): كمصير شارون

آرئيل شارون البولندي ابن عصابة الهاجاناه الذي نكّل بالشعب الفلسطيني على مر عقود،  وكان له يد في جميع حروب دولة اليهود منذ ٤٨ وما بعدها من حروب. هو نفسه مهندس الاستيطان والطرق الالتفافية ومهندس الجدار العازل عام ٢٠٠١ الذي حاصر الضفة الغربية.

شارون منشئ الفرقة "١٠١" التي تخصصت في الغارات الليلية على مراكز المقاومة وتنفيذ عمليات الاغتيالات المستهدفة. وهو نفسه مرتكب مجزرة قبية المعروفة مع الفرقة "١٠١"،  ومهندس مجزرة صبرا وشاتيلا وعملية اجتياح لبنان ومجزرة جنين ٢٠٠٢.

شارون المجرم والمتغطرس هو نفسه ذلك الذي دخل غيبوبة بتاريخ ٤/يناير/٢٠٠٦ بسبب سلسلة سكتات دماغية وخرج منها عام ٢٠١٤ إلى قبره،  حيث حاول الأطباء وقتها مساعدته من خلال إدخاله في غيبوبة ليجنبوه الألم، ثم أجروا له عملية جراحية بهدف تخفيف الضغط على المخ ومحاصرة الجزء المتضرر جراء الجلطة،  هذا المخ الذي خطط وهندس المجازر وصنع الألم للشعب المسلوب حقه، تمرد على صاحبه حين فشلت العمليات ومحاولات الأطباء في إنقاذه فاستمر على الأجهزة الطبية. فكان توصيل السوائل لضمان بقاءه على قيد الحياة عن طريق أنبوب وتمرير الأكسجين إلى رئتيه أيضا عن طريق أنبوب.

حاصر الشعب الفلسطيني بالمستوطنات وخنقهم فحوصر هواءه بأنبوبة ضيقة تتحكم في حياته حتى أصبح مخه بحجم البرتقالة وتعفن جسده حتى هجره الأحباب والزوجة والأولاد وطلبوا من الأطباء إزالة الأنابيب التي تمده بالحياة. فسبحان المنتقم الجبار.

واليوم في غزة نجد ابن حزب الليكود الذي شارك شارون في تأسيسه بنيامين نتنياهو البالغ من العمر ٧٤ عاما والمتدهور صحيا ويعاني من أمراض خطيرة وأجرى قبل أيام عملية فتق، يرتكب أكثر مما ارتكب شارون. فارتكب المجازر التي وصلت إلى حد الإبادة وأكثر ودمر البنية التحتية لقطاع غزة وتجبر وتكبر وسار ولا زال مزهوا بانتصارات وهمية وكاذبة. وبهذا ينطبق عليه قوله تعالى"ومهل الكافرين أمهلهم رويدا".

فماذا ينتظر هذا النتن المعلول جسديا ونفسيا؟ هل ينتظر مصيرا كمصير شارون وأنابيب تضن عليه بذرات الأكسجين في غرفة معزولة وثماني أعوام حتى يتعفن الجسد النجس؟

***

بديعة النعيمي

في المثقف اليوم