أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبداع الرطين!!

الكلام الرطين: الغير مفهوم

الرطانة: التكلم بلغة أعجمية، كلام مبهم

الذي يأتي بكلام لا يفهمه القارئ، يمثل الرطانة بصورها المتنوعة، ويحسب ما يكتبه إبداعا، ويلصق به صفة ما من صنوف الإبداع التي يراها.

أعلام الكتابة في مسيرة الإبداع يجتهدون بوضع ما يريدون قوله بكلمات قليلة تدل على المعنى، وإذا إنتفى الوضوح غاب الإبداع.

وتجدنا أمام ركام هائل من الكتابات الغامضة الرمزية المعقدة التي يعجز عن فهمها كاتبها، وتحوم حولها التأويلات الأكثر تعقيدا وإبهاما، وأصبح الإبداع مرهونا بالضبابية والنخبوية، وعدم الإقتراب من الواقع المبتلى بالذين يسمون أنفسهم بالمبدعين.

وبغياب الإبداع الواضح الجزيل البليغ الفصيح، تعثرت الأفهام، وتخبطت النواهي، وتحيرت الألباب، وتناسب الفعل مع ما يعتريها ويصيبها من التمحن بالإنعقار.

فلماذا ترطنت الكتابات، وتلعثمت الأقلام، وما عاد للمكتوب قيمة ولا أثر، فهو مجهول الفحوى، عاري عن المعنى، كأنه صومعة أوهام، ومتاريس إبهام.

يبدو أن التقليد الأعمى والتواصل مع الآخرين دون التفاعل الواعي مع معطياتهم الفكرية والمعرفية، تسبب بنقل اللامفهوم إلى واقع يتوهم فهمه وإستحضار جوهره، ويدور حوله ولا يدريه، مما تسبب بتلاحيات مريرة وتناقضات خطيرة، تفاعلت مع البيئة الجديدة فأنتجت، مواليد ذات تشوهات إبداعية مروعة.

العربية لغة الوضوح والتعبير الدقيق عن الفكرة، ووضعها في عبارات تدل عليها وتقرنها بمعطياتها الواعدة، وأصولها التي إنطلقت منها.

أما الإتيان بما يشبه الغربان، ونحسب نعيقها سجع الورقاء الزاهية الألوان، المعبرة عن الحب والسلام، ففي ذلك إنحراف وإجرام.

فهل لنا نكتب بلغة الضاد ما يصونها من الإجحاف والإجهاد؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم