أقلام حرة

انور الموسوي: محنة الفنان غير المسلح

لم أسمع للمرحوم ياس خضر الكثير من الأغاني، ولا للمرحوم كريم العراقي سوى شعره في: (أنا كم نصحتك ياصديقي..) و(تذكر)، لربما لكوني افتقد كثيرًا للذائقة السمعية، واهتماماتي تنصب نحو آخرين. لكن:

ياس وكريم ورياض احمد وفؤاد سالم واخرون، كانوا قيمةً فنية ذات أصالة لا تُنكر، جسدت اشعار وأغاني الجيل السابققيم نوعية في ذائقة المتلقي لم تكن مأزومة كما نلاحظه من أعمال اليوم (موسيقى التفگ).

كانت الاعمال ذات نكهة شفافة  يتوسطها الإحساس وينبضُ منها بطريقة عذبة.

الكلام والاداء والصورة التي ينقلها الفنان للمتلقي مليئة بالسلام والحب والشعور اللطيف، وكأنه كاتبُ روائي ملتزمبإشكاليات المكان والزمان الذي انبثقت منه أحداثُ روايته.فهو ينقل صورة عن مشاعر جيله، وما كانت عليه تصورات ذلكالجيل عن الحب والحزن والحبيب والحبيبة والأفراح والمسرات.

على العكس من فنان اليوم المسلح، الذي يحاول ان يمتع الجماهير ويداعب إحساسهم بما هم يعيشونه من اضطراباتحتى بالحب والجمال.

فنانو الأمس كانوا جداً مسالمين في أحاسيسهم تلامس كلماتهم وأصواتهم طبيعة المجتمع البشري آنذاك.

***

الكاتب: انور الموسوي

في المثقف اليوم