أقلام حرة

معراج أحمد الندوي: زلزال المغرب.. كارثة إنسانية كبرى

الزلازل ظاهرة طبيعية، هي عبارة عن هزات أرضية سريعة، وتحدث من دون سابق إنذار، وهي خسائر بشرية في أماكن التجمعات الكبيرة، وذلك بعدما تعرضت المغرب لهزة أرضية بقوة 7 درجات على مقياس ريختر بإقليم الحوز المغربي، ووقعت الهزة الأرضية في حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي للمغرب.

 كان الشعب المغربي على موعد مع زلزال هو الأعنف منذ 100 عام، حيث خلّف وراءه أكثر من ألف وفاة، ومئات الجرحى بعضهم في حالة خطرة، مئات الآلاف من المشردين خارج منازلهم المهدمة أو المعرضة للهدم، وما زال الضحايا العالقون تحت الأنقاض يواجهون مصيرًا صعبًا.

الوضع في المغرب اليوم مأساوي وخطير، حيث لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى بسبب الطرق المسدودة والمغلقة بالانهيارات، بينما تسارع الجهات المعنية بإزالة الأنقاض، فإن جهود الإنقاذ والإغاثة وسط التضاريس الجبلية وخطر الانهيارات الأرضية والمسافات الكبيرة، ووجود تبعات للزلزال تتزايد بقوة.

الزلزال، الذي شعر به سكان مناطق بعيدة مثل الجزائر والبرتغال، مدينة مراكش التاريخية، وهي أقرب مدينة رئيسية إلى مركز الزلزال. وللأسف، بجانب العدد الكبير والمتزايد، المحزن للضحايا، فقد انهارت أيضًا بعض المباني المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

يتميز الزلزال بأنه مختلف عن الزلازل السابقة التي وقعت في السنوات الأخيرة، حيث لم تتجاوز قوتها 3 أو 4 درجات، وكانت تحدث عادة في عمق البحر وكان يشعر بها فقط سكان المناطق الساحلية. لقد أسفر زلزال المغرب اليوم، في مصرع وإصابة المئات من أبناء الشعب، حيث أحدث خسائر فادحة في الأرواح والمباني السكنية، في عدد من القرى والمدن من جبال الأطلس إلى مدينة مراكش التاريخية.

إن هذا الزلزال هو الأقوى منذ عام 1900 ميلادي لما خلفه من أضرار مادية وبشرية، أقوى كارثة من نوعها تضرب المغرب على مرّ التاريخ. تكاد الدموع تحجب حروف كلمات على الكارثة الإنسانية الكبيرة التي ستتمكن العالم كله أن يتجمع على منصة واحدة  لبقاء البشرية، والبشرية أولا.

***

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية، كولكاتا - الهند

في المثقف اليوم