أقلام حرة

احمد عزيز الدين: من أجل الحفاظ على المناخ أوقفوا مشروع النرويج

يسعى الجيل الجديد من شركات التعدين إلى إرسال آلات حفرٍ هائلة الحجم لتجريف قاع المحيط بحثاً عن المعادن القيمة، لتقضي في الوقت نفسه على  الأحياء التي تعيش هناك! ويقوم رئيس الوزراء النرويجي اليوم بحثّ أعضاء البرلمان على إقرار هذه الخطوة الجنونية، ولكنّ الأمل موجود، حيث سيجري التصويت خلال ٤ أسابيع على التصديق على هذا القانون، والعالم بحاجةٍ إلى حملةٍ عالمية واسعة لترجيح الكفة لصالح إنقاذ المحيطات، والدعوة عامة لأحرار العالم لوقف مثل هذه التعديات على مؤثرات السلبية على المناخ لذلك يجب أن تتخذ حكومات العالم موقف مؤثر في هذا الصدد لوقف مثل هذه التعديات من خلال مناشدة البرلمان النرويجي مباشرةً وبدون أي تأخير، اليوم قبل الغد.

فما بقي من غاباتنا يموت شيئاً فشيئاً، وأنهارنا تحوّلت إلى مجارٍ مائية مسمومة، أما الجبال الباسقة فلم تسلم من عمليات الهدم والتجريف.

هذا ما فعله التعدين بكوكبنا الجميل، ويمكنكم أن تتخيلوا الفظائع التي ستحدث إذا أُطلقت هذه العملية في أعماق المحيطات،  ولسوف تكون بذرة البدء في القضاء على ما تبقي من المؤثرات الإيجابية في هذا الكوكب المريض!

لقد قامت اللجنة الرئيسية في البرلمان النرويجي بخطواتٍ كبيرة اتجاه إقرار هذا القانون وأمامنا العالم المهتم بالتغيرات المناخية بضعة أسابيع فقط لنقنع البرلمان بعدم إقرار هذا القانون الذي يعمل سلباً على المناخ العالمي وتحت أيّ ظرف من الظروف يجب وقف مثل هذه التعديات.

واليوم تعارض الدول الساحلية مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكندا عمليات التعدين الخطير وغير المدروس في أعماق البحار، ولكن تغيير موقفها لا يتطلب سوى أن تبدأ النرويج تلك العملية، ورئيس الوزراء النرويجي يوناس غور ستوره يتحدى اليوم الضغط العالمي المتنامي ويدعو أعضاء البرلمان للمصادقة على مشروع التعدين في أعماق البحار.

ولكن ما يبشر بالخير هو أن العالم يراقب ما يجري، وقد تناقلت وكالات الأنباء الأخبار في النرويج بأن رئيس الوزراء يتعرض للانتقادات على المستوى العالمي وأنّ المشرّعين يتعرضون لضغطٍ هائل ولكن ما ذال العمل على تمرير هذا القانون على طاولة البرلمان النرويجي للقرار والعمل به.

لذلك لا يفصلنا عن التصويت النهائي سوى ٤ أسابيع، ويمكن للعالم عبر الضغط الشعبي العالمي وضغط الحكومات أنترجح كفة الميزان لصالح إنقاذ المحيطات، وخصوصاً أن النرويج لا تتعرّض غالباً للحملات الشعبية العالمية لذا ندعوا العالم اليوم وخاصة الحكومات المؤثرة لاتخاذ موقف ايجابي اتجاه البرلمان والحكومة النرويجية في هذا الصدد.

لذا يرى الخبراء أن التعدين في أعماق البحار سيقضي بالكامل على جميع الكائنات الحية في مواقع التعدين، وسيؤدي إلى اختفاء النظام البيئي للأنظمة الأحيائية وهو ما سيفضي بالنهاية إلى عواقب لا يمكن للعالم اليوم  تقديرها.

لذلك، يجب أن تعم لتلك الدول ذات السيادة والمؤثرة في القرار العالمي لإيقاف خطة النرويج المدمرة قبل أن تنضمّ إليها باقي البلدان التي تفكّر جدياً بإطلاق حملة تدمير قاع المحيطات، على غرار ما فعله العالم من قبل بجبالنا وأنهارنا وغاباتنا.

تخيلوا لو أننا امتلكنا فرصة منع استخدام الوقود الأحفوري قبل أن نقوم بحرق كوكبنا وتشويهه واستنزافه وتلويثه وإيصاله إلى حافة الانهيار، وهذا بالضبط ما نحن كمسؤولين على الحفاظ على الكوكب على وشك القيام به في المحيطات ايضاً.

تدعو العديد من البلدان المؤثرة، وحتّى الشركات الخاصة، إلى فرض حظرٍ أو وقفٍ مؤقّت على أقلّ تقدير على أنشطة التعدين البحرية هذه بهدف كسب الوقت لوضع التشريعات المناسبة بدلا من المضي قدماً في خطوات غير مسؤولة قد تكلف الكوكب ما لا يتحمله والذي يغير من طبيعة المناخ عليه تأثيرات حادة ومميته للكائنات الأخرة وأولها الأنسان الذي يمد يده بالتخريب ظناً منه أنه على صواب في استخدام ما يملكه على الأرض الذي يعيش فيها متناسيا أن ذلك الكوكب هو مكان مشترك لجميع الأحياء عليه ولا يحق لحكومة ما اتخاذ قرارات سلبية منفردة في الأضرار بمقدرات الأحياء لهذا الكوكب المريض.

سيقوم أعضاء البرلمان النرويجي بالتصويت على قانون التعدين في أعماق البحار خلال ٤ أسابيع، ويمكن للعالم أن يحشد الجهود مع البلدان الملتزمة بحماية المحيطات في وجه السياسيين مثل رئيس الوزراء النرويجي ستوره، لذا ندعو العالم لتشكّل جبهةً من المدافعين الحقيقيين عن المحيطات وعن المناخ للوقوف في وجه هذه التعديات السلبية .

لطالما وقف أحرار العالم وعلمائها دفاعاً عن المحيطات وعن المناخ والأنواع الحية التي تعيش فيها، حيث ساهم العالم في إنشاء واحدةٍ من أكبر المحميات البحرية في التاريخ، كما تم حشد الملايين واقتنعت أوروبا بإغلاق مرافئها في وجه صيادي الحيتان عندما أصبح الحوت الأزرق على وشك الانقراض، ويمكن للعالم اليوم أن يوحّد جهوده من خلال المهتمين بحماية المحيطات ومخلوقاتها الرائعة من خطرٍ وشيكٍ آخر هو الدمار طويل الأمد الذي لا يمكن إصلاحه في المواطن الطبيعية البحرية.

بأملٍ لا ينتهي وعزيمةٍ لا تلين ادعو احرار العالم وعلماء البيئة والعاشقين للطبيعة والحكومات والشعوب للحفاظ على ما تبقي من كوكبنا آمل إلا تخور تلك الروح سدي دون تحقيق الغاية المثلي في الحفاظ على البيئة وإلا تزداد التغيرات السلبية للمناخ أذا ما استطاع العالم ردع تلك الأعمال السلبية فقد بات الكوكب إلي حاجة ماسة للحفاظ على ما تبقي منه وليس ذلك فحسب بل يجب على العالم السير قدماً في أصلاح ما أفسدته أيديهم على مر الحقب والعقود الماضية والتي كانت تعمل فيها الحكومات بلا وعي أو تفكير في حياة الكوكب برمته.

***

بقلم / احمد عزيز الدين احمد

كاتب وروائي وشاعر

 

في المثقف اليوم