أقلام حرة

ميلاد عمر: في ذكرى الاستقلال.. اننا يا ليبيا لن نخذلك

العبارة اعلاه، احدى مقاطع النشيد الوطني الليبي ابان الحكم الملكي، حكومة المنتصر ابرمت اتفاقيات مع حكومة جلالة الملكة وحكومة الولايات المتحدة، بإنشاء قواعد عسكرية في شرق البلاد وغربها، لأقت تلك الاتفاقيات او المعاهدات غضبا شعبيا تم قمعه، وكانت الحجة هي حماية الدولة الفتية من الاطماع الاجنبية، وتدريب جيشها حديث التكوين وجلب الاسلحة، واقامة بعض البنى التحتية، وذلك يتطلب ميزانية لا يمكن توفيرها بسهولة، حيث لم يتم اكتشاف النفط حينها، وبالتالي فان عقود ايجارات تلك القواعد تفي بالغرض.

مع تغير نظام الحكم، تم في العام 1970 الطلب الى الدولتين بإنهاء الوجود العسكري بالبلاد، وتم (الجلاء او الاجلاء) لم نعد في وارد المعنى الحرفي للكلمة بقدر النتيجة وهي مغادرتهم الاراضي الليبية، كما ان الحديث عن عدم رغبة الاطراف في التجديد للاتفاقيات اصبح غير ذي جدوى .

على مدى عقد من الزمن، لم تتوقف زيارات القطع البحرية لمختلف الدول المتدخلة في الشأن الليبي، بعضها زيارات بروتوكولية، واخرى تقوم بتوريد مختلف انواع الاسلحة والمرتزقة لأطراف النزاع المحلية، بل تتواجد قواعد عسكرية لدول أجنبية، تساعد هذا الطرف او ذاك وترسم له خطوط حمر بدماء الشباب الليبيين العاطلين عن العمل، لأجل المحافظة على مصالحها، لقد اصبحت البلاد مسرحا لصراع اقليمي ودولي يتم تنفيذه عبر عملائها بالداخل.

لقد فرط الاحفاد في ميراث الاجداد المتمثل في الوحدة الوطنية، والدولة المستقلة التي كانت نتيجة للكفاح المسلح ضد من توالوا على اغتصاب الوطن ونهب خيراته. ترى ما هو شعور الوطنيين الاحرار وهم يقفون لتحية العلم ويعزف النشيد الوطني الذي من ضمن فقراته (لن نعود للقيود.. قد تحررنا وحررنا الوطن)؟؟.

نشعر بالذل والمهانة وخيبة الامل التي اوصلنا اليها ساستنا، أحفاد المتاجرين بدماء ابناء الوطن على مر تاريخنا الطويل المليء بالبطولات. كما اننا نقف مشدوهين عندما نشاهد مزدوجي الجنسية وهم يؤدون التحية للراية التي في سبيل الحصول على جنسيتها باعوا رايتهم الاصلية ،ويغادرون الوطن عند الشعور بأدنى خطر يداهمهم، بعد ان اغترفوا من الخزينة العامة ما يروجون بانه من حقهم .

منذ اكثر من 12 عاما وساستنا الميامين يجتمعون بخارج الوطن وليس بداخله، لان بعضهم لا يامن الذهاب الى بعض مناطقه، وذلك تلبية لأوامر اسيادهم والايقاع بينهم ،فعن أي استقلال يتحدث هؤلاء ،نعم ليبيا لا تزال تحت الفصل السابع وساستها مرتهنين للخارج، يهرولون الى سفراء الدول المتدخلة في الشأن الليبي لتلقي التعليمات، بدءا برئيس الحكومة مرورا بمحافظ البنك المركزي وانتهاء بوزير الاقتصاد، نعم كل هؤلاء يعملون لصالح الدول الاجنبية وليس لصالح دولتهم، وذاك ثمن بقائهم في السلطة. المؤكد انهم سيحتفلون بعيد الاستقلال في الرابع والعشرون من هذا الشهر/ ديسمبر، كباقي السنوات، لأنهم وطوال مدة بقائهم في السلطة لم يعملوا شيئا جيدا يمكن ان يحسب لهم ،حتى المشاريع التي اسموها عودة الحياة(بعض الطرق والميادين) لم تعمر الا بضعة اشهر ،حيث كشفت الامطار مدى فسادهم ونهبهم المال العام واعتباره غنيمة.

من العار ان يختزل تقرير مصير الشعب الليبي في خمسة اجسام اثنان جيء بهما عبر لجنة الـ75 المرتشية. واخرون صلاحيتهم منتهية، إنهم ببساطة يريدون الاستمرار في السلطة ولا يريدون اجراء الانتخابات وان تشدقوا بها .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم