تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: تداعيات الشخصية العراقية وانعكاسها على المجتمع

إن الشخصية العراقية وعلى مر العصور لها ميزتها الخاصة المتفردة عن أقرانها من الشعوب العالم فهي شخصية فريدة في نوعها التفكيري ونمط سلوكها في المجتمع المعقد والمتعدد الأعراق والأديان والمذاهب لن تنقاد بسهولة من قبل كل من تسلط على حكمها حيث كانت صعبة السيطرة كثيرة التمرد والنفور والتذمر على واقعها السياسي والاجتماعي كان تأريخ  شعبها ذو سجل وافر من الثورات والتمرد والفتن والانقلابات التي أرهقته وأرقة حكامه فأن شخصية العراقي تجمع كثيرا من التناقضات المختلفة في السلوك والتفكير وطبيعة العيش نتيجة الحروب التي توالت على حكمه فقد أكسبته التمرد والتنمر والتسلط والزهو بنفسه والاعتزاز بحضارته وموروثه التاريخي الذي ساد به العالم القديم وقدم له الحضارة أما في السنين الأخيرة من القرن الماضي تحولت الشخصية والنفسية العراقية إلى منحنيات مختلفة عما كان عليه من طيبة قلب وعفوية ودرجة عالية من الوعي الثقافي والأدبي والحضاري والمعرفة والإبداع التي جعلت منه في مصافي العالم المتحضر حيث أصبح شخصية أكثر منها دموية وعنيفة في أسلوب التعامل مع الآخرين نتيجة الحروب التي زُج بها العراق على مدى أكثر من ستة قرون مضت وأكثر تسلطا في مجتمعه ومحبا للقيادة قليل الوفاء في الفعل والقول ضيق الأفق قليل الصبر وأقل ارتباطا بوطنيته وعراقيته  ودينه وعقيدته التي كان يتمتع بها الفرد العراقي التي طالما قدم لها مواكب من الشهداء الزكية الدماء من خلال حروبه دفاعا عن الأرض والعرض والدين آخرها حروب عام 1948- 1967-1973 وآخرها  عام  2003أن هذه المتغيرات هي نتاج إفرازات الحروب التي فُرضت على العراق في حقب متتالية من تاريخ الشعب العراقي سببت له تعقيدات في تركيبة نفسية المجتمع وألقت بظلالها على سلوكية الفرد حيث أبتعد بها عن شخصيته القديمة  التي كان يعرف بها سابقا  أما الآن أصبح أقل وهجا لهذه الخصائص في نفسيته بواسطة خططا عدوانية مرسومة له بإستراتيجية معدة لهذا الشعب الذي أرق الأعداء حيث جعل منه سريع الغضب إنسان وصولي بشتى الطرق والوسائل على حساب أهله ومبادئه فقد المصداقية في تعامله داخل مجتمعه وهذه النظرة ليست برؤية التعميم بل أصبحت الطاغية وظاهرة مجتمعية تسود الأكثرية وهذه الصفات الجديدة عليه سببت تداعيات خطيرة في حياته وأسلوبه في العيش مع نفسه ومجتمعه وأثر تأثيرا واضحا في تدمير المجتمع والأسرة بالذات منها حب النفس والذات والمخادعة والمراوغة مع الآخرين والتستر بالدين كغطاء شرعي ديني لتمرير شخصيته الجديدة ونفوذه الاجتماعي والمادي فقد شاءت دول العالم صاحبة القرار السياسي في قيادة شعوب العالم الجديد والمتفردة أن ترسم ملامح الخطط التدميرية لهذا الشعب للأخذ به إلى هذه المنحدرات للسيطرة على عقليته ونفسية وتدميرها لتنفيذ مشاريعها في المنطقة من العالم والأمة العربية خصوصا والعراق بالذات وفق منظور مبين لها لما يمتلكه العراق وشعبه من مقومات خاصة تعرفه هذه البلدان.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم