تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

زكريا الحسني: الله.. لطف مطلق

اللغة العربية بشهادة علماء اللغة في العالم من أرقى اللغات المتصرفة. غير أنها ترقى برقي أهلها وتضعف بضعف أهلها لو أردت أن توازن بين خصائص اللغة العربية وبين خصائص اللغات الأخرى لوجدت بوناً شاسعاً ولكن ضعف هذه الأمة أضعف معها لغتها. أنظر مثلا كلمة اللطيف:

كلمة اللطيف وردت في سبع آيات من القرآن الكريم ولم يقترن إسم اللطيف إلا باسم الخبير. واللطيف في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل. والفرق بين اسم الفاعل، والصفة المشبهة بإسم الفاعل، هو:

 إسم الفاعل: يدل على الحدوث والانقطاع. بينما الصفة المشبهة بإسم الفاعل: تدل على الثبات والدوام. ومن أوزانها فعلان وفعيل. فاللطيف هنا جاءت على وزن فعلان وفعيل. صفة مشبهة بإسم الفاعل.

‏كنت أبحث عن الله من خلال التأمل في المخلوقات والكائنات من الذرة إلى المجرة وأتسائل كيف أشعر بوجود الإله وكيف السبيل إلى ذلك وهل هناك سرا لا أعلمه أو شيئا آخر لم أجده إلى الآن حتى جاء ذلك  اليوم الذي قال لي رحل حكيم كم أنت لطيف فوقعت هذه الكلمة على قلبي وحركت بحور من المشاعر والأحاسيس فتأملت كثيرا في هذا الكلمة فقلت إن الله عز وجل من اسمائه اللطيف واستعرت بلطف الله في حياتنا وكيف تتسهل الأمور بلطف من الله فقلت كم أنت لطيف يا إلهي رغم محدودية إدراكنا ومنطقنا في البلوغ إلى جمال لطفك الذي لا ينتهي كم أنت لطيف حينما أوجدتنا وكم أنت لطيف حينما رزقتنا وكم أنت لطيف حينما ألهمتنا وعلمتنا وفهمتنا وجعلت أطيب خلقك تتجه نحونا بلطف وجعلت اللطف في دائرة أطباعنا وسلوكنا والله كل لطف نجده ينبغي أن نعلم  يقيناً لطف الله علينا وما يحتوي هذا الاسم من عظمة وجلال

كن لطيفا لأن الله لطف مطلق. كن لطيفا لأن من اسمائه اللطيف. وهنا أورد شعراً لطيفاً

اسقِ الفؤاد محبةً وسلاما

وارسم على وجه الغريب وئاما

*

و اصنع جميلًا في الحياة فإنما

باللطف نبلغ في القلوب مقاما

فكل ما يواجهنا من خيبات وآلام سترى بعدها لطفا عظيما لأن الله لم يخلقنا ليشقينا وحتى الابتلاء جاء ليطهرنا وينقينا لنرتقي ويشملنا لطف الله  وراء كل أمر حكمة إلهية لا ندركها في حينها ولكن سندركها ونشعر  بلطفها  لاحقا ونعلم أن الله عز وجل لطفه بنا لا حدود له

فكن راضيا بقدر الله وأنه هو اللطيف الذي وسع لطفه سائر الكائنات فتأمل معي سير الأولين والآخرين ستنظر إلى لطف الله الذي ترى أبعاده في خلقه ولله في خلقه شؤون وكن مؤمناً بأن الله على كل شيء قدير.

ونختم مقالنا بهذه العبارة: نحن من طينٍ يوجعنا الأذى ويجرحنا صغير الشَوك.. ويجبرنا لطف الله. انتهى

***

زكريا الحسني

كاتب صحفي من سلطنة عمان

 

في المثقف اليوم