تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (43): حامي الأمن اللاأخلاقي

لقد نجحت القيادات اليهودية منذ بن غوريون وحتى بنيامين نتنياهو بتكريس حالة الخوف في ذهن يهود دولة الاحتلال وبالتالي إفراز شعب خائف يعيش حالة الضحية بهدف منح هذه القيادات كل فرصة لنشر فكر لا عقلاني يخدم مصالحهم الشخصية ومصالح حلفائهم من الأنظمة الإمبريالية ،لذلك فإن هؤلاء بحاجة دائمة إلى صنع حالة من الخوف وإذكاء نارها لإقناع شعوبهم بأن لا حل لهذه الحالة سوى الحرب الدائمة وهذه الحرب بحاجة إلى أسطورة اسمها الجيش حامي الحمى والدولة. وهنا بالفعل قامت الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة في هذه الدولة على صنع هذه الأسطورة ورفعت من شأنها وخصصت لها جزءا كبيرا من ميزانية الدولة. كما ربطت حياة هذا الشعب بهذه المؤسسة"الجيش" لزيادة أهميته عندهم وأنه الحامي والمحافظ على أمنهم في منطقة مهددة على سبيل المثال من صواريخ حماس في غزة أو حزب الله في الجنوب اللبناني.

لكن السؤال المطروح وبعد وضعها على عرش مؤسسات الدولة هل يمنحها هذا ضوءا أخضر لتقوم ما تقوم به من أعمال لا أخلاقية من تعد على المدنيين العزل في حروبها على الفلسطينيين منذ ٤٨ وحتى حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ من قتل وتدمير وسرقة سواء ما حصل من سرقة لجثامين الشهداء أو نهب لممتلكات سكان غزة بعد خروجهم من بيوتهم؟ وهل يحق لهذا الجيش تبرير ما ترتكبه بأنه دفاع عن النفس في سعي منهم لإظهار طهارة سلاحهم الذي ولغ في دماء الأطفال حتى وصل إلى العظم؟

ومن الواضح بأن الجيش يعمل كأداة بيد بنيامين نتنياهو لتحقيق غايات سياسية من خلال الأعمال الإجرامية التي يقوم بها ضد المدنيين والبنى التحتية وسط ركل لكل المواثيق الدولية من قبل هذه الدولة.وهذه الغايات السياسية تتركز في الاستيلاء على الأرض وطرد سكانها وتحويل تلك الأراضي إلى مستوطنات يهودية. فعن أي أخلاق يتحدثون؟

وبالإضافة إلى ذلك الإجرام وارتكاب المجازر يقوم أفراد هذا الجيش بانتهاك القيم الأخلاقية ففعلى سبيل المثال ما انتهكوه عندما قاموا باعتقال عشرات المدنيين الفلسطينيين بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بعد التنكيل الشديد بهم وتعريتهم كليا من ملابسهم على إثر حصارهم داخل مراكز للإيواء في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بهدف التحقيق معهم كما ادعوا لمعرفة إذا كان بعضهم ينتمي لحركة حماس.

كما أظهر فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي في بداية كانون الثاني ٢٠٢٣ قيام جندي من جيش الاحتلال بتصوير طفل فلسطيني بعد إعدامه في مخيم جنين الذي انتفض لأهلنا في غزة. فأين الأخلاق والقيم وطهارة السلاح والإنسانية تلك التي يتبجحون بها؟

والتاريخ يحتفظ بسجل حافل من الإرهاب والتنكيل والإبادة لأهل غزة بهدف محوهم من الوجود. وهنا يجدر الإشارة إلى أن الكثير من جنود الاحتلال أن حياة العربي لا قيمة لها فهي ليست كحياة اليهودي وهذه الخلفية الكارثية التي يدخل بها الجندي إلى الجيش تتطور وتنمو من خلال العمليات العسكرية التي يقومون بها ضد الفلسطينيين.

***

بديعة النعيمي

 

في المثقف اليوم